علي منصور مقراط
انقضت إجازة عيد الفطر المبارك وكانت إجازة طويلة المدى، ومع بتاشير صباح يوم أمس السبت بدأ دوام العمل الرسمي لموظفي الدولة في أنحاء البلاد. . لكن الملاحظ أن عدداً من المسؤولين قد تغيبوا عن أول يوم عمل رسمي بعد الإجازة وهو ما ترك أثراً سلبياً في نفوس صغار الموظفين. .
* الأرجح أن ثمة من الفتور والترهل قد أصاب المشتغلين في قطاعات الدولة بعد مرور الشهر الفضيل وعيد الفطر، وفي أبين المحافظة التي كنت حاضراً فيها يوم أمس كان الحضور طيباً للموظفين العاديين وحسب إفادة مدير مكتب الخدمة المدنية والتأمينات الأستاذ/ علي الهدار أن نسبة الحضور كانت 98% وهي نسبة غير متوقعة رغم عدم حضور المحافظ م. أحمد الميسري الذي كان في زيارة لمديرية مودية. . لكن اللافت غياب معظم أو جميع نوابه باستثناء الوكيل محمد الدهبلي الذي جاء إلى ديوان عام الحافظة مبكراً وداوم في مكتب المحافظ لعدم وجود مكتب معه حتى الآن ثم قام بالنزول الميداني إلى بعض المرافق.
* الحاصل والحديث يتناول المشهد العيدي في محافظة أبين أن أيام العيد مرت على سكان مديريتي زنجبار عاصمة المحافظة وجعار والتي تحتظنات أكبر التجمعات السكانية في أسوأ الأحوال نظراً لتراكم القمامة وانفجار مجاري الصرف الصحي في شوارع وأسواق المدينتين لعدم وجود عمال النظافة الذين كانوا في حالة إضراب لعدم صرف الإكرامية من صندوق النظافة والتحسين. . الراجح أن مخلفات رمضان قد قطعت الشوارع وتكدست القمامة واختلطت مع المجاري حتى بلغت ذروتها وهذا يحدث لأول مرة، بل لم تعهده المدينتان حتى في أيام الحروب وحدثت هذه الكارثة البيئية في الوقت الذي كان المحافظ أحمد الميسري قد قام بالنزول الميداني بشحمه ولحمه للوقوف على مأساة النظافة في زنجبار وجعار، وخلال زيارته التي لم يمض عليها 12 يوماً وكانت فجراً شدد على المسؤولين في صندوق النظافة ومكتب الأشغال العامة وغيرهم بسرعة شفط المستنقعات وتنظيف الشوارع وأسواق الأسماك والخضار إلا أنه بقي الحال والمشهد المتخلف، وزاد أيام العيد الذي تصاعدت معه صرخات المواطنين وخطباء المساجد الذين صدموا من هذا الحال.
* لقد استقبلت سيلاً من الاتصالات الهاتفية من الأهالي في زنجبار وجعار طوال أيام العيد يشكون تراكم القمامة وطفح المجاري بالشكل الذي لا يتصوره العقل ولا المنطق وكانوا يطالبون بنشر معاناتهم بالصحافة لكن الصحف موقفة بالعيد، وفي مساء الجمعة أمس الأول اتصلت بالمسؤول الأول عن ذلك وهو مدير عام صندوق النظافة سعيد عبدربه الذي كعادته يأتي بالمبررات وقد يحولك أنت المخطئ والجاني معاً، قال سعيد إنه استجلب 51 عامل نظافة من الجارة محافظة لحج ومستمرين في العمل، لكن حدث بعد انتهاء العيد وزاد أنه أضاف أن عماله المضربين اعتذروا عن أخطائهم. . ولكني وأنا الصحفي المتابع اعتبر ذلك مبرراً غير مسؤول وإذلالاً لهؤلاء المعتذرين الذي خافوا من طردهم وليس حرمان حقوقهم بعد أن استأجروا ال51 من عمال النظافة من لحج. . المدير سعيد أفادني لكي ينفي عبثه أن جميع صناديق النظافة بالمحافظات لم تصرف إكرامية وأنها تصرف بعد العيد كباقي المحافظات، وأعتبر ذلك أيضاً مغالطات وما دخل صندوق نظافة أبين بصناديق لحج وعدن وريمة وحتى وإن كان ذلك فما هي المعالجات التي تمت لمواجهة النظافة في العيد، أنه عذر أقبح من ذنب. .
* أما الموقف الذي لمسته بالعيد وآلمني أيضاً أنه مر ومناضلو الثورة وأسر الشهداء في أبين بدون مرتبات، وتعتبر أبين الوحيدة والاستثناء بين المحافظات ال21 في سائر اليمن الموحد التي عيد مناضلوها وأسر شهداها بدون مرتبات، أعرف أنها إشكالية حاصلة. . لكن للعيد استثناء خاص أيها الناس. . وأخيراً كنت أتوقع مشاركة كبار مسؤولي أبين في تشييع جنازة المناضل العميد الركن/ بدر صالح السنيدي في أواخر رمضان لكن شيء من ذلك القبيل لم يحدث على اعتبار أن الراحل الكبير من أبناء محافظة أبين، والمسؤوليون الذي حضروا من عدن وشبوة ولحج وو الخ. . . وقبل الختام وهو من المسك والعطر فإني أعذر المحافظ أحمد الميسري لكثرة مسؤولياته وانشغالاته. . لكن انصحه أن يبادر بالحضور في مشاركة الناس مناسبات العزاء فلها وقعها وتأثيرها النفسي الخاص، وهو يدرك وفي حساباته ذلك، والله ولي التوفيق.
