نبيل مصطفى مهدي
تعتبر قضية العمل الصحفي من القضايا الهامة المتعلقة بمهنة الصحافة ومسؤولية مهنية لها قواعد وأساليب.. ولها أعراف تحتم طبيعة العمل ونتائجه.
والصحافة اليمنية ارتبطه بجوانب الإعلام أو الاتصال كمنابر للتعبير عن مختلف الآراء اكانت رسمية أو أهلية أو غير ذلك.
ونظراً لأهمية ذلك ولتعميم الفائدة والاستفادة من تجارب الآخرين من عملوا واكتسبوا الخبرة في المجال الصحفي أود التطرق واختصار لبعض ما ورد في مقالة د. أحمد عبدالملك الخبير الإعلامي في دول الخليج والتي نشرت في صحيفة الاتحاد تاريخ 20/10/1994م والتي كانت بعنوان العمل الصحفي بين العقلية العربية والغربية.
ولكون صحافتنا اليمنية جزء لا يتجزء بين الصحافة العربية والعقلية العربية وبالذات عندما يتعلق بمهنة الصحافة والمسؤولية المهنية والقواعد والأساليب.
الحقيقة أن الدكتور/ أحمد عبدالملك أورد عدد من الملاحقات الهامة في مقالته وذلك من واقع تجربته الصحفية يقول في ملاحظته الأولى هي درجة احترام الصحيفة لعقلية القارئ من خلال جدية الطرح ومصداقية المضمون ولابد أن نقوم مساراتنا الصحفية بشكل يتناسب مع ما سمعه ويراه الإنسان العربي ولا نحاول تطبيق القرارات الإدارية والاهتزازات المالية عند ما نتناول قضية من القضايا.
هذه الدور تكتفي بتجميع الأخبار والتعليقات الواردة عبر الوكالات العالمية ويصورها على أنها أنتاج خاص به مع أنها تشير للأمانة إلى مصدر الأخبار والتعليقات.
فيبقى السؤال أين روح الصحيفة في ذلك الحدث.. وبصورة أخرى أين عين المراسل الصحفي الذي سجل الحدث لتلك الصحيفة أو المجلة.
وهذا يطرح رؤية القائمين على دور الصحف للأحداث بعينها وتقديرها لحجم الحدث ثانياً هي عقلية الصحفي وخلفية العلمية والمهنية..
ولعل أقدح الأخطاء التي يقع فيها بعض صغار الصحفيين - هو عدم إحاطتهم بمعنى الإثارة.. وتغني البعض بانتسابه إلى دار معينة لها تاريخ عريق في الصحافة - بل ويصل الغلو بالبعض إلى الفخر بالانتساب إلى صحافة الإثارة.
وهذا ما أوجد حالة فوضى صحفية - إذ تم اعتماد موضوع الإثارة كقضية اجتماعية يمكن أن ترفع بعض صغار الصحفيين وتحقق لهم مكاسب مادية واجتماعية على حساب روح المهنة وقدسيتها، وهذا ما يخالف العديد من أعرف الصحافة والإعلام بشكل عام مما أضر بالرأي العام وصور المفاهيم الصحفية الحقيقية.
القضية الأخرى التي تطرقت لها المقالة هي قضية أخرى تتعلق بالسلوك المهني للمراسل أو الصحفي.
لقد أشار الدكتور/ أحمد عبدالملك في مقالته إلى بعض المقارنة بين الصحفي الغربي والصحفي العربي في هذا الجانب. إذ قال نجد الصحفي الغربي في أغلب الأحيان - يؤمن بالبحث عن الحقيقة ويسعى للتحقق منها ولو كلفة ذلك كثيراً. ودوماً يراعي هذا الصحف مسؤوليته كصحفي ومسؤوليته تجاه المجتمع الذي يمثله ونراه يراقب الخط الأحمر بين مصالح مجتمعة ومصلحة الصحيفة أو المجلة الذي تدفع راتبه.
درزاه لا يحفل بالكليشيهات اللفظية أو الأخبار البروتوكولية أو الألقاب أو غيرها من الألفاظ التي لا تخدم الخبر بل يحاول الغوص في عمق الحدث حتى ولو تطلب الأمر الصدام مع رجال الأمن أو القوانين الإدارية.
بينما في الحالات العربية.. أو تغطيات بعض الصحفيين للأحداث نجد نماذج غربية لتصرفات بعض الصحفيين العرب منها:
1- تركيز الأضواء على الشخصية دون الحدث. عدم الجلوس في مقر الحدث لاستكمال المعلومات خروج الصحفي بمجرد خروج الشخصية أو المسؤول من مقر الحدث.
2- يعتمد بعض الصحفيين على النشرة أو المطبوع الخاص بالحدث دون بذل جهد في تحليل الأمور المغادرة لمقر الحدث فتحدث تغيرات في جداول الحدث فلا يعرف فينشر ما وجد في المطبوع.
3- عدم الاهتمام بعامل الوقت وسرية المادة الإعلامية للحدث.
4- بعض الصحفيين العرب يلتفت إلى المميزات الممنوحة له ولا يلتفت إلى عمله خلق المشكلات مع العلاقات العامة في لجنة أو مسوؤلي الحدث بتفاصيل لا تخصه.
5- قضية الابتزاز التي يسلكها بعض صغار وكبار الصحفيين.
أخيراً هذه بعض الملاحظات والملامح التي أوردتها في المقالة والتي أشارت إلى الفروق في التفكير والسلوك بين بعض الصحفيين العرب والغربيين ودور المؤسسات الصحفية في قضية الرأي العام والابتزاز الصحفي والتي أشار فيها د. أحمد عبدالملك أنها مستلهمة من الواقع والمعاصرة وأنها ليست قاعدة لكل الصحفيين أو دور النشر وأن العالم العربي يحفل بصحفيين يحترمون أقلامهم ودور نشر تؤمن بدور الصحافة القومي وتضع ضمن أولوياتها عقل القارئ وأن كانت محدودة عدداً.