محمد أمين الداهية
لا ندري ماذا أصاب بعض الناس حتى جعلوا من قدراتهم العقلية محصورة في انتقاد الآخرين وتتبع أخطائهم وزلاتهم، وكان هؤلاء المتذمرين قد خلقوا لترقب أخطاء الأخرين ولو تأملوا من أنفسهم لوجدوا أن الأفضل والأحرى ، أن يصلحوا من أنفسهم ومن ثم يحاولوا أن يتعلموا أسلوب النقد البناء النافع للجميع، أما أن يجعلوا من الزلات والأخطاء التي من الطبيعي أن يتعرض لها أي إنسان ويجعلوا منها حكاية ورواية فهذا يعني حقداً لا نقداً، لأن من يتذمر ويتفنن في توضيح خطأها سواءً كان هذا الخطاء في السلطة أم في مسؤول معين أو أي معارضة كانت أم حكومة، ويجعل من تلك الزلة أو الخطاء الذي حدث ثغرة ليشن من خلالها هجوم شرس وحملة تشويه وتحقير فهذا أو بحكم العقلاء والأدباء من الناس شخص متذمر ينقصه الكثير حتى يكون إنساناً فاعلاً لمجتمعه، فالإنسان الصالح و المترفع هو الذي ينظر إلى الخطاء ويستخدم الحكمة من معالجته لا بأس من النقد ولكن يجب أن يكون هناك حلاً وعلاجاً للخطأ، وبحثاً عن الأسباب والمسببات قبل الإساءة لأي جهة ما أو شخص معين، فعن طريق البحث والتدقيق قد ربما يكتشف الإنسان الناقد أنه كان على غير صواب في نقده وهجومه ، النقد البناء الذي يخدم الوطن أرضاً وإنساناً هو ما يحتاج إليه الوطن ويتمناه المواطنون، النقد البناء، هو الذي يقدم الحلول للقضايا التي نعيشها وأيضاً المواقف المختلفة، لا نريد انتقادات وهجومات لصالح قضايا شخصية أو حزبية أو طائفية، الحكومة من الضرورات التي لابد أن تكون حاضرة وموجودة وملازمة للمواطنين وما يحتاجون إليه المعارضة أيضاً من الضرورات الهامة التي يحتاج إليها الوطن والشعب والأحزاب، والمنظمات الأخرى، كل هذه الأشياء نحاول أن تظهر على ساحة وطننا الحبيب وكلها يرفع شعاراً واحداً هو "المصلحة الوطنية" فما دام الأمر كذلك لماذا لا يعمل الجميع حكومة ومعارضة ومنظمات بشكل متكامل يلتقي الجميع في هدف واحد " المصلحة والوطنية" لا بأس أن تختلف وأن يطرح كل واحد منا ما عنده لكن في النهاية ما يحفظ الوطن ويخدم أنباء الشعب هو الذي يجب أن يكون، وما دامت المصلحة الوطنية هي غاية الجميع، فلا ضير أن نقدم التنازلات، وأن نتخلى عن ما نريده من أجل الوطن والشعب، هذه هي الوطنية. .
وهكذا يكون الولاء لتراب هذا الوطن الطاهر ودماء أبناءه الزكية، أما نظل نترقب زلات بعضنا والتي قد ترتكب من أشخاص أو بالأحرى أخطاء فردية فمن العيب أن نحمل الجهة التي ينتمي إليها الفرد المخطأ ذلك الخطأ طالما والجهة التي تنفذها وتديرها لا تقر ذلك الخطأ ولا ترضى بوجوده، لا بد أن ينظر لقضايا الوطن من منظور واحد فقط وهو المصلحة الوطنية" فالوطن لم يعد يحتمل خلافات يكون هو ضحيتها.