كروان عبد الهادي الشرجبي
والله غريب هذا الزمن الذي جمع بين امرأتين - الزوجة الأولى تخاطبت وتحدثت مع الثانية وتطلب منها التفاهم معها لتدخل طرف صلح بينها وبين الزوجة الأولى، المعنى أن الغلطة مش غلطتها الغلطة غلطة الإنسان "الرجل الشهم الذي قلل من قيمة وكرامة زوجته الأولى بحيث أنه صغرها أمام الناس وليش لا؟ الزوجة الأولى امرأة كبيرة خلاص ما راحت عليها والثانية أصغر، لكن هذه هي الحقيقة قصة حصلت فعلاً وأنا عارفة بدايتها ونهايتها، وأريد منكم تتخيلوا معي الموقف، أن الزوجة الأولى تتصل إلى زوجها ما يرد عليها ولا سائل فيها وتكرر الاتصال، لا مجيب للداعي، فتفكر تتصل بالتلفون لبيته الثاني وتقول رجاء يرد عليها بعدما يشعر بالخجل واتصلت فعلاً وترد عليها زوجته الثانية وتقول لها الزوجة الأولى: أنا أعرف أنه جمبك ويسمعني وأنا أتكلم معك وأرجوك قولي له ليش ما يرد على اتصالاتي وما يريد يكلمني وليش يتجاهل كل المكالمات؟ أسأليه ليش؟ واسأليه ليش زعلان مني وقولي له: أنه لو بيدي أجي له ولو تقدري تصالحيني به، وتستمر في الكلام معها وتقول لها لكن صدقيني أنت مصيرك مثلي تماماً في مرة ثالثة، وإذا كان قال لك شيئاً عني توقعي بيقول عنك نفس الكلام وعشان كده لا تصدقيه وكل عمري وأنا معه ما سبته ولا يوم هجرته ولا يوم زعلته، وإذا في يوم زعلته فطول عمره بيزعلني ويقهرني، والله أنا دائماً أسامح وأكيد إذا زعل مني بيكون ما قصدي خليه يسامح، وكأنه منتظر طوال عمره لهذه الغلطة عشان يعاقبني وطول عمري أفوت كل غلطة وكل جرح، واسأليه أنا حاولت كم مرة أوضح له أنه ما قصدي أزعله وما قدرت أوصله وما أعطاني أي فرصة للتفاهم ولكن هو يريد يلاقي لي عذر عشان يعيش معك على طول والله أنصحك نصيحة أنك لازم تحطي موقفك مكاني وشوفي أيش بيحصل هل تقدري تتحملي عذابي هذا مع ذلك أنا أتصل فيك وأقول لك حاولي تصالحيني معه وحتى لو جنيتي على نفسك شويه معليش مهما كان أنا أم أولاده مصيرك يوم من الأيام مثلي والمشكلة أنه ما عندي حد أروح إلى عنده بمعنى هو كل دنيتي وعمري رغم قساوته وبلغيه أنا بحاجة له زي ما أنت محتاجة له، ويا ريت توصلي رسالتي هذه له ما تخفيها، والآن أترك الحكم للأعزاء القراء هل ستوصل الرسالة له أما سوف تتجاهلها حتى تنعم بحياة سعيدة مع زوجها وتترك الزوجة الأولى غريقة في بحر الأحزان والحرمان؟؟
في الحقيقة الغلطة غلطة الإنسان الظالم الذي ما يعرف يعدل بين الزوجات يرفع وحده ينزل وحده، هكذا حال الدنيا وقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم والكريم: "وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" صدق الله العظيم، وهذه هي حكمة الآية الكريمة ما حصل في قصتنا هذه.