;

نعمة المال وكيفية تصريفه 1499

2008-10-06 22:48:59

محمد مرشد الإدريسي

في ظل الأزمة المالية الضارية التي لم ينجو منها حتى من هم أساطيل الثراء وأمبراطوريو الغنى الفاحش نقول: إلا وأن من أعظم نعم الله علينا هو المال، فقد سخر الله سبحانه المال للإنسان لقضاء حوائجه ويستعين به على أموره، فهو وسيلة لا غاية لإعانة الإنسان على أمور دينه ودنياه لا لينشغل به على أمور دينه وما خلق من أجله فالله سبحانه وتعالى يقول: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"، فهو نعمة للرجل الصالح الذي يعرف أين يصرف ماله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، لأنه يعلم أنه سيحاسب عليه ويوقف بين يدي الله عز وجل ليسأله عنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"، فيجب على الإنسان أن يعلم أنه خلق لغاية عظيمة وهدف سامي، وأنه يجب عليه أن يعبد الله وليعلم أنه ما من إنسان يولد وإلا يكتب له رزقه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يأتي الملك فيؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد"، فرزق الإنسان لا يزيد بالسعي ولا بأخذ الرشاوى ولا بظلم الناس حقوقهم ولا بالتعدي على أراضي الناس وممتلكاتهم ولا بالسرقات والنصب والاحتيال، لكن ليس معنى ذلك أن الإنسان يتكل على ذلك ويدع العمل ولا يسعى إلى رزقه وإنما يعمل بالأسباب ويجتهد في طلب الرزق بالحلال ويبتعد عن الشبهات ولا يعتمد على أن وظيفته أو متجره أو سيارة هي مصدر رزقه وإنما هي أسباب، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الاعتماد على السبب شرك، وترك السبب قدح في الشريعة"، وإنما يعمل الأسباب الشرعية لطلب الرزق وسيأتيه رزقه بإذن الله تعالى كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب"، وأيضاً ليعلم أن الإنسان سيسأل عن ماله ويجب عليه أن ينفقه في الطرق المشروعة لا في معصية الله سبحانه، والمال نعمة ويجب على الإنسان شكر الله على هذه النعمة لقول الله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"، وأيضاً يجب على من أعطاه الله المال ألا ينسى الفقراء والمساكين وذوي الحاجات ولا يكتنز ماله الذي سيعذب به لقول الله تعالى: "إن الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم"، وأيضاً كلمة أخيرة إلى الفقراء والمحرومين ليعلموا أن الله لا يعطي المال لإنسان لمحبته له وإنما لحكمة إلهية يعلمها هو، فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان فقيراً وكان يجوع يوماً ويشبع يوماً وهو أفضل الخلق والقائل لأصحابه: "والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تفتح عليكم كما فتحت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسها من كان قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم"، وأيضاً: "الفقر تخافون؟ والله لتصبن عليكم الدنيا صباً، حتى إن زاغ قلب أحدكم إزاغة لا تزيغه إلا هي"، فالله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكن لا يعطي الدين والاستقامة إلا من أحبه، فالفقراء والمساكين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، وأيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت على النار فوجدت أكثر أهلها النساء"، وأيضاً قال: "لقد أفلح من هدي إلى الإسلام ورزق كفافاً وقنعه الله بما أتاه"، وأيضاً قال: "اللهم اجعل رزق آل محمد كفافاً"، فيجب على الإنسان استغلال المال في الخير وأن يتحرى فيه هل هو من حلال أو حرام، وأيضاً نصيحة أخيرة إلى من يأكلون أموال الناس بالباطل أن يتقوا الله وليعلموا أنهم محاسبون، ونسأل الله أن يجنبنا الحرام وأن يرزقنا المال الصالح إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد