;

حكاية الغابة الجميلة 974

2008-10-06 22:50:49

محمد أمين الداهية

تحدث زعيم الغابة إلى زعيم الفيلة غاضباً معاتباً: أهكذا تقودك جرأتك إلى اتهام الآخرين والتنقيص من شأنهم دون أي وجه حق، وأنت سبب ذلك كله، تدعي حب الغابة ومن فيها وأنت السبب في دمارها واستنزاف خيراتها، تباً لك ولضميرك الماكر، فبينما زعيم الغابة يوبخ ويغضب في وجه زعيم الفيلة وأثناء ابتسامات من أوقعوا زعيم الفيلة في شراك مكرهم وتخلى عنه جميع أتباعه أيدوا ما قاله المتآمرون، وانظموا إلى صفوف الصامتين الذين يخشون سطوة مسؤوليهم وعقابهم، ففضلوا الصمت والرضا بالواقع، ومن حسن حظ زعيم الفيلة أن جاء إليه أحد الخيول الغيورين ليصارح زعيم الغابة بالحقيقة فصرخ: أرجوك يا سيدي لا تتهور أو تتسرع بالحكم على هذا الفيل، فما قاله لك هو الواقع، وما سبب دمار الغابة وموتها إلا أولئك المسؤولين الذين أمنتهم على حالنا ووليتهم أمرنا، وإذا كنت تريد إثباتاً لذلك فمن حقك أن تنظر بنفسك إلى المنطقة الأخرى من الغابة، فسبب أمانة مسؤوليها وحبهم لأرضهم وأهلها تبدوا منطقتهم كجنة يحسدون عليها، فنتمنى أن ترسل إلينا أولئك المسؤولين أو أمثالهم فمنطقتنا في هذه الغابة تحتاج إلى أمثالهم، فهم نعم المسؤولون حقاً ونعم الرعاة لرعيتهم.. بغضب شديد خرج زعيم الخيول من مكانه متجهاً نحو زعيم الغابة ليخاطبه قائلاً: يا سيدي إن هذا الخيل عميل وأنا أعرفه جيداً، وقد كان على تعاون مباشر مع زعيم الفيلة، وإذا كنت تريد الحقيقة فاسأل أهل هذه المنطقة من الغابة وسيخبرونك عن هذا الفيل، وهذا الخيل الخائن، فكر الزعيم قليلاً ثم قال في نفسه: المنطقة المجاورة لم يجمع أهلها على وجود خونة أو مرتزقة فيها، فسنسأل هذا الجمع، ثم قال: أيها الجمع الكبير من الحيوانات سأجعلكم أنتم الحكم الفيصل لقضيتكم هذه، ماذا تقولون في زعيم الفيلة، فأرتفعت أصوات الحيوانات بعد أن صرخ زعيم الثعالب، هو من قتل الغابة هو من قضى علينا، بعد ذلك قال الزعيم: وماذا تقولون في هذا الخيل .. الجميع وبدون تردد خائن خائن، بعد ذلك مباشرة زج بزعيم الفيلة والخيل زج بهما وأودعهماا السجن، وذهب كل واحد إلى حال سبيله، زار الزعيم الفيل والخيل إلى مكان سجنهما ثم اعتذر منهما ورحب بهما، وقال: لقد فعلت بكما ذلك وأنا أعلم صدقكما وإخلاصكما لغابتكم وأهلها لكني رأيت ذلك الجبن وتلك الخيانة من أولئك البسطاء الذين سنحت لهم الفرصة لإنقاذ أرضهم وأنفسهم، لكنهم قد أرهبهم وأفجعهم سوط أولئك الخونة من الذين أمنتهم على أهل منطقتكم فخانوا الأمانة، مبروك لكما سأرسلكما لتكونا أمناءً على منطقتي الجبل والوادي، أما أصحاب المنطقة المنكوبة من الغابة فكان لزعيم الغابة معهم شأن آخر، فوجه لهم رسالة، قد ولينا الفيل منطقة الجبل، وولينا الخيل منطقة الوادي، فمن يرى فيهم خيراً فعليه اللحاق والعيش بأمان من مسؤوله، وما هي إلا لحظات وجميع الحيوانات رحلت عن منطقتها لتنظم إلى المنطقتين اللتين تحت رعاية الفيل والخيل، ولم يبق في المنطقة المنكوبة سوى أولئك المسؤولين والبعض من أتباعهم ليتم القبض عليهم ويحاكموا جراء ما ارتكبوه من خيانة لما ولوا عليه، وأيضاً استنزاف خيرات تلك المنطقة في الغابة لصالحهم الشخصي، عندها أدركت الحيوانات أنه لو لم يوجد هناك من يخبر زعيم الغابة بالحقيقة عما يحصل لظل الحال على ما هو عليه، فما هي إلا أشهر قليلة حتى عادت الغابة وتلك المنطقة المنكوبة إلى ما كانت عليه بل أفضل، وعندها تمنى زعيم الغابة ودعا الله أن يرزقه البطانة الصالحة، وعرفت الحيوانات أنها أساءت بالفعل للزعيم عندما كانت تتهمه بالتواطؤ والرضا عمَّا كان يحصل في الغابة، وأدركت أن المسؤولية مسؤولية الجميع ولا تحل الخلافات والمشاكل إلا بالحوار والتفاوض الإيجابي الذي يقدم فيه جميع الأطراف التنازلات من أجل الحفاظ على أرضهم وأهلها.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد