محمد أمين الداهية 
الحرية كلمة تشرح وتفسر نفسها، فلا يوجد شيء في هذا الوجود أغلى من الحرية، فهي تعني الشرف والكرامة والعزة والشموخ إذا استخدمت في محلها، وإذا استخدمت في قول الحق، في الدفاع عن المظلوم، في مواجهة الفساد والمفسدين، ولكن الحرية في هذا المجال مقيدة بشروط منطقية وبنائة، ومن هذه الشروط أن لا تستخدم الحرية كسلاح يتم من خلاله زرع الفتنة والإضرار بالوطن وأبنائه، وأن لا تستخدم هذه الحرية وبالذات إذا كانت مملؤوة بالتضليل في ظروف يكون الوطن فيها في أمس الحاجة إلى التوحد وتماسك أبنائه، والوقوف يداً واحدة في وجه من يريدون لهذا الوطن وشعبه الفرقة والشتات، جميل أن تكون حرية الرأي والتعبير موجودة ولكن من لم يراع في رأيه أو نقده مصلحة الوطن والشعب فصاحب هذا الرأي أو النقد لا يعتبر إلا خائناً لوطنه ولا يمثل إلا أعداء الوطن من الخونة والمتمردين، الذين أضنوا هذا الوطن وشعبه، وتسببوا في إشعال نار الفتنة الذين يأبون إلا أن يزيدوها اشتعالاً، غير آبهين بدماء الأبرياء من أبناء وطننا الغالي، فيا من تستخدمون أقلامكم وصحفكم للنيل من وطننا الحبيب وشعبه، لن تجنوا من زرعكم هذا إلا الشوك والرماد، فأبناء اليمن قد أدركوا ما تهدفون وتسعون إليه، فكلمتهم واحدة ورأيهم واحد ووحدتهم لا يمكن أن تنشق أبداً مهما سعيتم بتضليلكم وتدليسكم، فقد أصبحتم ورقة مكشوفة غير مجدية، فمن المستحيل أن ينساق إلى ما يحبكه أعداء الوطن أبناء اليمن الشرفاء، فقد صبروا كثيراً على من يريدون للوطن الموت ولأبنائه القتل والاقتتال، إن أبناء شعبنا على قدر كبير من الوعي ومعرفة طريق الخير من طريق الشر والظلام، حرية الرأي لا يمكن أن تكبل أو تحاصر ما دامت واضحة وجلية وتدعوا إلى مصلحة الوطن وأبنائه ولم الشمل، وهذا لا يعني أن نخرس أفواهنا ونوقف أقلامنا عن محاربة الفساد والمفسدين، يجب أن نقارع أعداء الوطن الذين يتسترون خلف مبادئه السمحاء وهم في نفس الوقت يسيئون إليه وإلى الجهة التي يمثلونها من أجل الوطن ومن أجل الأمن والاستقرار ومن أجل الدماء الزكية التي روت تراب وطننا الحبيب، ندعوا إلى المحبة والإخاء ونزع الكراهية والبغضاء التي زرعتها أياد خبيثة أساءت استخدام الديمقراطية والتعددية الحزبية، الوطن ليس حكراً لحزبٍ معين.. الوطن للجميع، وعلى من يوظفون أقلامهم وصحفهم لزرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد أن يعقلوا، وأن يعلموا أنهم محاسبون عما تكتبه أقلامهم وتوجده صحفهم من تعبئة لا يرضاها دين ولا ملة، نحن أخوة، وكلمة الحق يجب أن تطرح وتقال، أما التضليل واللامبالاة وما يقود إلى الفتنة فما ذلك إلا عمل الشيطان الذي تزداد إنجازاته كلما وجد من يسمع إليه وينفذ أفكاره، يجب أن لا يموت هذا الوطن، يجب أن يبقى كما هو شامخاً يحتضن أبناءه كالجسد الواحد، وتبقى حريتنا مقرونة بأمن وسلامة الآخرين.<
