صادق وجيه الدين
هالني ما تابعته في الأيام الماضية من تهديدات شيعية نالت فضيلة الشيخ العلامة الأستاذ الدكتور/ يوسف القرضاوي في صورة توضح مدى الحقد الذي يكنه الشيعة الفارسية من الرافضة والإثنى عشرية تجاه علماء السنة وأئمتهم الذين لا يداهنون ولا يخافون من قول كل ما تمليه عليه ضمائرهم، ويقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم أو تهديدات متغطرس ومتكبر، أو اتهامات حاقد متجبر.
* ولذلك فقد قام فضيلة الشيخ الدكتور/ القرضاوي بدوره كعالم في تحذير الأمة العربية والإسلامية من خطورة الامتداد الشيعي المنظم والمدروس والمدعوم في بعض البلدان الإسلامية، كما هو الحال بالبحرين والإمارات ومصر، ناهيك عن التوسع الشيعي الرافضي الصفوي في القطر العربي المحتل "العراق" في مقابل التضييق على كل سني، بل والتنكيل به وترهيبه وترغيبه منذ احتلال القوات الأميريكية والانجليزية للعراق في عام 2002م وما قاله القرضاوي يدل على حنكته وذكائه ودهائه؛ لأنه انتبه لأمر قد يغفل الغالبية العظمى من السنة عنه..!!
* إن من غير المستغرب أن يظهر أئمة الرافضة ما كانوا يخفون في صدورهم ويبطنون في أفئدتهم من الغل والحقد والعداء على عالم سني، ويصل الأمر إلى حد أن يبيح بعضهم هدر دمه وقطع رقبته وقتل نفسه، كل ذلك لا يعد بالأمر الذي يلفت انتباهي ويثير استغرابي ويضع أمامي أكثر من علامة استفهام وتعجب، بيد أن وجه الغرابة يكمن في أن القرضاوي من أبرز علماء وأئمة ومشائخ المسلمين السنة تعاملاً مع الشيعة بمختلف أصنافهم بتسامح، ومن الذين يدعون إلى إيجاد نوع من التقارب بين السنة والشيعة، وفقاً لمحاور الالتقاء فيما بينهم، كما أنه ممن يضرب بهم المثل في التحلي بأدب الخلاف لتحقيق أغلى الأهداف المتمثل بتوحيد الصف والإئتلاف، ومن الذين يبذلون قصارى جهودهم في ترشيد الصحوة وردم الفجوة.. وإزالة الفرقة .. وحل المشكلة .. وتسهيل الصعوبة.. وإلغاء الخطورة.. ليتحد المسلمون جميعاً في مواجهة الخطر الصليبي والغزو الغربي والعداء الصهيوني اليهودي، ويقف السني بجانب الشيعي كما حدث ذلك في لبنان إبان المواجهة الإسرائيلية مع حزب الله، ومع ذلك فإن العكس قد لا يحدث، مع الانتباه إلى أني لم أجزم في الأمر، لهذا استخدمت "قد" المفيدة للاحتمال والتقليل عند دخولها في المضارع، مثلما أني قلت "لا" ولم أقل "لن" لأن الأخير يؤكد نفي المستقبل أو الحاضر، بل إنه يفيد التأبيد عند قوم، كل ذلك بهدف تجنبي للمصطلحات القطعية..!!
وقد أحسن القرضاوي صنعاً وهو يعلن بوضوح وشفافية بأنه لو كان لعابه يسيل للاغراءات المالية الدنيوية لكانت أول من ستكسبه إيران، هذه الدولة التي كسبت ود كثيرين من علماء وقادة وزعماء من مختلف الأنحاء عبر إغراءات مالٍ وفتاتٍ، ويبقى التأكيد على أن القرضاوي هامة وقامة ووجاهة سنية تفوق بكثير والكثير قليل ما طالته من اتهامات شيعية وإساءات إيرانية.. حاقدة وإن الإساءات العدوانية الإيرانية العدوانية، لن تؤثر على شخصية فضيلة الشيخ القرضاوي، بل إنها ستزيده قوة وصلابة وشموخاً وتسهم في ارتفاع عدد مناصريه ومحييه في الأوساط الإسلامية السنية، ولا سيما أنه شخصية تحظى بحب واحترام وإجلال جل إن لم يكن كل السنة، بصرف النظر عن توجهاتهم واتجاهاتهم، وبغض النظر عن انتماءاتهم الحركية أو السياسية أو المذهبية أو المناطقية، وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو أحد الشخصيات المؤثرة على الناس في العالم..!!
* فالشيخ القرضاوي عالم جليل ومفكر مستنير ومرب قدير ومصلح كبير وشخص بحب الناس جدير، ومن يقرأ كتبه ومؤلفاته يقع في أسر التمعن والتفكير، ومما يزيد من تأثر الناس به وذكر اسمه في المجالس والمدارس والجوامع، ويجعل مؤلفاته من أهم المراجع أنه يناقش كل قضية على أسس من فقه المقاصد وفقه الواقع، الأمر الذي يزيد من نشوة القارئ والمطالع، وإذا ما تكلم بأمر فإنه لا يمل ولا يكل السامع، ما يعني أنه بمثابة نجم لامع، وفي سماء الدعوة والصحوة ساطع، وفي وجه كل من يرغب في إلحاق الضرر بالأمة ومضاعفة المواجع، مواجه ومحذر وقامع، مهما كان السبب والدافع، مثلما أنه وقت الأزمات يضرب الروائع، إذ يكون في مقدمة الجيش والطلائع، واكتفي بما سبق من الفقرات والمطالع حتى أخلص نفسي من الكلام الساجع، مع أمل أن أكون قد أوضحت الفكرة بأسلوب قريب من الرائع وبعرض نافع وطريق ناجع، واعتذاري موصول للمحرر والمراجع مثلما هو للمختصين في الإخراج والمطابع، وتحيتي مرسلة لكل القراء بشكل جامع.<
* باحث في قضايا الفكر