علي منصور مقراط
في العديد من خطاباته كثيراً ما يشدد فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح على استئصال داء الفساد والمضي لاجتثاث الفاسدين من خلال ثورة تنزل حممها على رؤوس أولئك الذين استمروا في النهب المنظم للمال العام وعاثوا في الأرض فساداً وهم كثر على امتداد محافظات البلاد.
* والأرجح أن تشكيل هيئة مكافحة الفساد واختيار عناصرها من الشخصيات النزيهة والمشهود لها بالمثالية والاستقامة خطوة شجاعة وفعلية اتخذها فخامة الرئيس وتعبر عن النية الصادقة والإرادة السياسية في توجه الدولة الجاد نحو محاربة الفساد ومحاسبة أدواته وسد منابعه، والأصح أدوات مرتكبيه وفاعليه من المسؤولين الذين تخلو عن الأمانة ويرتكبون جرائم النهب والسرقة دون حسيب أو رقيب، وقد أعلنت اللجنة العليا لمكافحة الفساد برئاسة م. أحمد الآنسي عن اكتشاف قضايا أو بالأصح جرائم فساد بلغت المليارات، ويترقب المتابعون خطوات المحاسبة وكشف المتورطين في هذه الأفعال الإجرامية أو على أقل تقدير إزاحتهم من مواقعهم.
* الثابت أن الفساد هو المعيق الأساسي لتنمية وبناء الاقتصاد والتطور ويدفع الثمن غالياً الشعب الذي ينتظر المشاريع والانجازات التي توليها القيادة السياسية أولوية اهتمامها، لكن المؤسف أن نفراً من الفاسدين أو أكثر من لوبي يكونون السبب في تعثرها بذهاب صفقات مالية وتزويرات في مستندات رسمية لمبالغ باهضة وإلى الجيوب دون خجل أو استحياء أو خوف من رب العالمين في يوم الحساب، باعتبار ذلك مال المسلمين عامة ولا يجوز نهبه بهذه الصورة المريبة.
* اللافت أن الكتابة عن الفساد والفاسدين ينظر إليه البعض بسخرية وعبث، وأن تناول مثل هذه القضايا لا يحرك ساكناً وهذا خطأ ويعني أننا أصبنا باليأس والإحباط واستسلمنا للخونة ولصوص المال العام وأعطيناهم الفرصة لارتفاع وتيرة اختلاساتهم للمال العام للمضاربة بالبورصة أي وتراكم أرصدتهم في البنوك، وتشييد العمارات والفلل وشراء السيارات وكله من مال المسلمين وعلى حساب المشاريع وحدوث العجز في تنفيذها.
* ولتحديد ما يحدث من فجائع وفضائح فساد التي لا يصدقها البعض ويعتبرها ضرباً من الخيال أو المزاح الثقيل فإنني لم أصدم وأنا استلم كثيراً من البلاغات والمعلومات للفساد وأكثر من لوبي في محافظتنا الفقيرة أبين، بعد أن وصل الحال ببعض المسؤولين إلى التزوير والنصب والاحتيال بتبرير مشاريع أو اعتمادات مالية لها وأخذها إلى جيوبهم، وإعطاء معاونيهم بعض الفتات، ولا شك أن المحافظ النزيه والزاهد م. أحمد الميسري قد اكتشف جرائم فساد من هذا النوع المهول وعرف اللوبي وعصابات الفساد، ومن المسؤولون، ولكنه ما زال يعمل على نار هادئة وتتجه الأنظار بشوق إلى إجراءاته الشجاعة ضد المتورطين والفاسدين، واعتقد أن الوقت قد حان لتقريح رؤوس وأن لا يلتفت إلى نتائج اصطدامه مع النافذين الذين يحمونهم وتدخلاتهم ما دام القرار مدروس وليس بردة فعل، والمصلحة تقتضي ولو التغيير والإصلاحات بيده وقد شارف الزمن لمجيئه الخمسة أشهر وكفاية.
وسائل خفيفة
* ثورة الإصلاحات وسد منابع الفساد ومواجهة الفاسدين يجب أن تكون مسؤوليتنا جميعاً وفي المقدمة الرجال الشرفاء، فالرئيس الصالح حفظه الله هو داعمنا وسندنا وحكيمنا لإخراج وطننا وشعبنا من هذه الكارثة.
* المحافظ أحمد الميسري يتكئ على ماض أبيض ومسؤول شريف وزاهد عن أطماع الدنيا الفانية أقول ذلك بثقة وليس لحظة عواطف، وزاد أن هذا العامل المعنوي يمنحه عزيمة الإصلاحات والتغيير للمسؤولين الفاسدين دون انتظار إشارة من أحد أو الأخذ في الاعتبارات للأوصياء والنافدين الذين وصفهم بالهواء والخوي والوقت حان وكفاية.
* الشيخ زيد محسن السنيدي أمين عام جمعية يافع بزنجبار من الشخصيات الاجتماعية التي تقدم العمل الخيري وإصلاح ذات البين، وقد تمكن مؤخراً من إنهاء "24" قضية قبلية قديمة في يافع الحد م/لحج، وزاد أن زيد يحمل شهادة الماجستير من القيادات المجربة والاستفادة من هذه الخبرات ضرورة لمصلحة الناس والدولة.
* وأخيراً عظمة عقلك تخلق لك الحساد، وعظمة قلبك تخلق لك الأصدقاء، وجوهر الإدارة هو القدرة على التنبؤ بالأشياء قبل حدوثها والانسحاب الجيد خير من المقاومة السيئة.<