علي عليان
مشكلة اليمن ليست نفط ولا غذاء أو انعدام الكادر البشري ولا هي حتى أزمة سياسية كما تروج لها الصحف وتفتعل ضجيجاً تصيب النخب السياسية بالتشاؤم والاحباط، فهم متعودون على الرضاعة كل من جهة وكل الجهات تصب من أنبوب واحد هو خزينة الدولة، فحينما تتحرك نوايا الخيرين في هذا الوطن وعلى رأسهم الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله لإصلاح الأوضاع وبناء الدولة المدنية الحديثة عندئذ تصرخ ذئاب بشرية آدمية أصحاب مصالح شخصية صاروا أصحاب رؤوس أموال كبيرة وشركات على حساب الوطن وأبناءه وثروته يتهامسون فيما بينهم لإحباط أي نوايا خيرة تريد تنمية اقتصادية لهذا الوطن، وأوجدوا أفراداً يعانون من الهوس والوسواس القهري وقالوا لهم: إن البلاد في خير وعافية، وليست محتاجة لتنمية اقتصادية، فنحن في خير وعافية هذا ما يروج له أصحاب المصالح الشخصية الذين تجدونهم في صفحات الصحف المصفقة، ويلتقة مع أبواق حاقدة في صحف الأزمات السياسية ليست حاقدة فقط على رئيس دولة، بل منتقمة من شعب - نطقوا بما لم يهم المواطن وسكتوا عندما يجب أن يقولوا حتى لو نطقوا فنطقهم قذارة وعفافهم عهارة، فبدلاً من تنمية وتعاون وازدهار ورخاء يسود الجميع قالوا: لا البلاد محتاجة إصلاحات سياسية ونفاق أكثر وتفكك أعظم وخلق مشاكل لا أول لها ولا آخر بدءاً من القصر إلى الحكومة إلى النواب والدائرة والمركز والبيت الواحد، مطالبين إصلاح سجل انتخابي صنعوه بأيديهم، ذلك الخلل ديدنهم شاركونا في تقسيم الكعكة، عفواً اللجنة العليا: كلاهما وجهان لعملة واحدة، بلادنا يا رجل الوطن تمر بأزمة اسمها "ضحكة على الدقون" ما ينشر في الصحف المشتركة للمشترك والأخرى المضمومة والمصفقة بينهم قواسم مشتركة متفقين عليها "نحن نطبل وأنتم يا مشترك صفقوا"، حقيقة ميعوا ما يريده الوطن وأبناؤه لكن يفقد المواطن ثقته في الحكومة فيما تقولوان ويصير الأمر مهزلة ويفقد المواطن أمله في أحزاب المعارضة ويصبح الشارع فارغاً ومهيئاً لأصحاب المصالح الشخصية الساكنين في المؤتمر والمشترك، لقد أوهموا بأن البلاد تحتاج إلى إصلاح النظام السياسي نصف قرن للنظام الجمهوري واليوم يقولون: نحتاج إصلاح النظام السياسي وهم لا يزالون يأكلون من خيراته ويقبعون في مناصب حكومية وآخرون يأتيهم المال من فوقهم ومن تحت أرجلهم حتى إلى بيوتهم من حقوق الدولة متورطين من أي توجه حقيقي يريده الرئيس والمخلصون من حوله لإصلاح الوضع المعيشي والاقتصادي لهذا الوطن، إن أصحاب اللوبي هنا وهناك يعملون في أحزاب ومنظمات ومناصب مرفوعين بالوساطة وهكذا شوفوا والفعلة وشر البلية، وهناك أصحاب مصالح مستترون تقديرهم انفعني أنفعك، كل واحد يرزح الثاني، وآخرون لديهم ألسنة وبيان يجيدون الهرج في المهرجانات وظاهرهم يكشف باطنهم السيء، خلاصة المقال أن هناك اثنان هم أعداء الوطن وأبناءه أحدهم يروج بأننا نعيش في أبراج عاجية وآخر يصور لنا ويستثمر ما يقوله الأول حيث الثاني يصف بأن علاجنا هو إصلاح منظومة سياسية وسجل وتقسيم كعكة لي ولك وبس ما دخلك بالشعب يا رئيس الشعب، ويستغلون ضغط الحياة الاقتصادية في أوقات لتفجير غضب موطن في مواطن يمني لا وجود للتعليم وإصلاحه في مخيلة أولئك الأطراف، لأن إصلاحة كارثة عليهم.