هاني عبدالحميد كرد
لقد جاء الرسول برسالته من الله سبحانه وتعالى - جاء ليبين شخصية الإنسان العربي ويلملم لبنات كانت متناثرة لم يستطع أحد جمعها بسبب ماكان من تكالب القوى العالمية في ذلك الزمان "الفرس والروم"، فجاء الإسلام برسالة من الله يوجه بها الرسول أقواماً كانوا كالبهائم خاض بهم الصعاب بعد ذلك، هزم بهم الفرس والروم وأظهر دولة الإسلام خلال ثلاثة عشر عامأً والتي ننعم بها إلى يومنا هذا، ولهذا الغرب علم أن سب قوة المسلمين هو هذا البناء العظيم "الأخلاق الإسلامية، العبادات، التقوى، التمسك بالوحدة والاعتصام خلف راية التوحيد" فماذا تريد أميركا وماذا يريد الغرب من المسلم؟
هل يريدون المسلم أن يصلي ويصوم ويحج ثم بعد ذلك يكون مطية ذلولاً للراكب، وتكون أرضه وأمواله غنيمة للغاصب؟
هل يريدون منه أن يأكل ويشرب وينام ويشتري البضائع الأجنبية ويعتاد على الثقافة الهابطة ثم لا يقف الأمر عند هذا الحد؟ بل يجب أن يشكر الغرب هذا الكرم؟ هل يريدون تدجيني المسلم، والتدجين يذهب بكثير من خصائص الحيوان، فأما البشر فيذهب بمقوماتهم حتى يصبح الإنسان أحط من بعض الحيوان.
تريد أميركا والغرب ولايات عربية "غير متحدة" مدجنة ومؤمركة، وأميركا هي التي تنظر في أمنها واقتصادها، وهذا ما يحاول الغرب وأميركا أن تفعله في بلدي الحبيب، فبعد أن من الله علينا بوحدة مباركة أرادوا أن يبددوا هذا الحلم الذي أصبح حقيقة، فهيهات هيهات لأن أبناء شعبنا قد كشفوا هذه الألاعيب، ولأن الإسلام يقول للمسلم كن رجلاً عزيزاً قوياً عالماً هادياً محسناً كسوباً معطياً عارفاً بالحياة، سباقاً في ميادينها، صادقاً صبوراً هيناً إذا أريد منك الخير، صلباً إذا أجبرت على الشر.
