عبدالباسط الشميري
abast 66 @ maktoob.com
الأمة الإسلامية بأسرها اليوم بحاجة لمراجعة سياساتها الاقتصادية، نحن اليوم أكثر حاجة لنظام اقتصادي إسلامي صارم نتجنب فيه التبعية المفرطة للغرب أو الشرق، لدينا بيئة استثمارية نادرة في الوطن العربي ككل لو قامت الدول الغنية بضخ جزء من المليارات التي تهدرها هنا وهناك لكفتنا وانتشلت السوق العربية من الركود، فالبحار مليئة بالخيرات والأرض بكر ويمكن النهوض بالأمة من أتون الفقر والحاجة.. سقوط الاقتصاد الغربي آية من آيات الله، لأنهم نذروا أنفسهم وأموالهم لمحاربة الله ورسوله أولاً بالربا والذي يقول تعالى في محكم كتابه العزيز عنه: "يمحق الله الربا ويربي الصدقات"، وها نحن على أعتاب حرب جديدة لم يقف الحال بأميركا والغرب حد إعلان حالة الحرب في الأصل بالمال فقط بل تعدت أميركا ودول الغرب هذا البعد وانتقلوا إلى إعلان حالة الحرب على الأهم فدمروا شعوباً وأهلكوا الحرث والنسل، فكم قتلى من شعب العراق سقطوا ما يقارب المليون شهيد وشهيدة - سقطوا على أرض العراق، وكم من القتلى سقطوا في أفغانستان وفي الصومال، نساء وأطفال وشيوخ، بل هناك ملايين البشر يموتون جوعاً على ظهر الكرة الأرضية ولا أحد يلتفت إليهم، إن جرائم الحرب التي ارتكبت بحق الإنسانية كبيرة، لقد ذهبت أرواح وأنفس وبدون وجه حق: "لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرء مسلم"، فكيف وقد هدمت مساجد وذهبت أنفس وأرواح وعلى طول وعرض الكرة الأرضية.
إن مخالفة أمر الله مصيبة، فكيف إذا كان هذا العالم قد أعلن حرباً على الله بالتعامل الربوي من خلال تكديس الأموال، وهناك من يتضور جوعاً في أرجاء المعمورة، بالأمس تقرير دولي يقول إن أكثرمن "64" مليون شخص يواجهون الجوع في أثيوبيا، فكم أعداد الجوعى في أفريقيا ككل، أننا إمام معضلة حقيقية والعرب نزعم أن الفرصة مواتية أمامهم للانتقال إلى تضافر اقتصادي جديد يخلو من التعامل بالربا، إن مخالفة أمر الله عواقبه وخيمة، وإن لم تراجع الدول الإسلامية سياساتها الاقتصادية وبصورة صحيحة لا تقوم على الربا والمضاربات الوهمية فلا محالة ستواجه صعوبات إن لم تكن كوارث، إنها دعوة لتأسيس اقتصاد إسلامي واضح وإلا فإنها بلا شك سوف تسقط ولن يكون بمقدورها النهوض، إننا لا نقول هذا من باب التهويل أو التأويل فهناك حقائق ماثلة أمامنا فالرجوع إلى الحق فضيلة والبحث عن بدائل قبل وقوع الفأس في الرأس، نزعم أنه أنجح وأفضل من انتظار الكارثة، ومسألة تكديس الأموال في بنوك الغرب أو الشرق قد أحالت الأرباح إلى خسائر، فهل نعود عن هذا الطريق فسنتثمر في الأرض في الزراعة.. في الصيد.. في التجارة.. في التعليم.. في الصحة والطرقات؟ أمام العرب فرص تاريخية للنهوض لكن متى وأين وكيف؟ فهذا ما ينبغي أن يستحضر اليوم في واقعنا.