محمد أمين الداهية ما أروع قلمك يا عبدالوارث وأنت قد خصصته لينثر حبره دفاعاً عن هذا الوطن الغالي وأبناءه الشرفاء من تسلط وعبث بعض المفسدين الذين أنهكوا وطننا الحبيب واظنوا أبناءه مستغلين منا حبهم يمارسون من خلالها لعبة العبث بالمال العام، وإن لم يكونوا من أصحاب هذه اللعبة ولا يوجد لهم علاقة بالمال العام بسبب عدم شغلهم مناصب تسمح لهم القيام بما يقوم به أصحاب هذه اللعبة من معدومي الضمير والمسؤولية، فيلعب مثل هؤلاء لعبة المعارضة التي تؤهلهم للفوز بجني الأموال وما يصلح من أحوالهم على حساب هذا الوطن الغالي، وكأنهم قد جعلوا منه معتركاً لتحقيق مصالح شخصية، مستعينين بعقول متحجرة تجني لهم عطاءات وكرم من الآخرين من أعداء الوطن، بينما يحتسي أصحابها التراب، إن مثل هذه العقول البليدة التي يسيرها تجار الأوطان، وباءً وأول ما يصيب هذا الوباء نفسه، المهم يا ابن النجري أن الوطن يشكوا من قمة الفوضى والمجية كما ذكرت يا عزيزي، ومن خلال ما ذكر النجري في مقاله السابق يا ترى إلى متى سيظل وطننا يعاني من هذه الفوضى والهمجية؟ هل يعقل عدم اتعاظ من يقرؤون مثل هذه المقالات من المعنيين الذين يعرفون أن ما يطرح ويتناول حقيقة ومن صميم الواقع؟ هل يعقل أن هذا الصمت العجيب الذي تشكو منه المصلحة الوطنية سيستمر ويظل شعار الفساد والمفسدين مجرد مصطلح يتداوله من يدعون حب الوطن ومصلحة أبناءه؟ متى سيكف المفسدون عن التغني بهذا الشعار الذي تنطقه أفواههم وترفضه قلوبهم؟ أليس من العار أن يصير هذا الوطن وأبناءه ضحية لأطماع المرتزقة الذي لا بد أن تكون هناك ما يوقفهم عند حدهم ويمنعهم بقوة القانون من ممارسة هذه الفوضى والهمجية؟ ما أجمل ذلك المقترح الذي جاء من قريحة إنسان مبدع ومتميز يرفض أن يرى وطنه يموت وأبناءه يقهرون ويذلون، فمن أجل الوطن وفي سبيل رقي أبناءه وتقدمهم لا بد أن يكون هناك مقبرة للفاسدين، هذا الوطن أن يستعيد أنفاسه ويتفرغ شرفاؤ لبناءه بما يحافظ على شموخه الذي كاد أن يقضي عليه الخونة من المرتزقة وأصحاب الضمائر الميتة، لله درك يا نجري والوطن يقدر لك ذلك الهم الذي تحمله حباً له وخوفاً عليه ممن يزعجونك بتصرفاتهم الحمقاء في كنفه وعلى ترابه الطاهر، حتى وإن جعلوا من مناصبهم ووظائفهم وسيلة للثراء، حتى وإن منحت اللوائح والقوانين إجازة مفتوحة لهم حتى وإن عمت الفوضى جميع المحافظات، حتى وحتى وحتى، فطالما النجري موجود وأمثاله موجودون ستتغير الأحوال، وستنجلي الهموم، وسيأتي اليوم الذي يشهد فيه الوطن بأن شرفاء الصحافة هم من لهم الفضل في تطهيره من دنس الفساد والمفسدين، ولكن النجري ومن معه حينئذٍ سيقولون لا فضل لنا فهذا هو حق الوطن علينا.<
