سعد علي الخفاشي
* سأل سائل "لماذا المحافظات الخالية من تلكم النعرات وأعمال التخريب لا توليها الدولة رعاية تذكر كتلك الرعاية الكاملة واللامحدودة التي تحظى بها تلك المناطق والمحافظات المسكونة بهذه الأنواع من جرائم الإرهاب والتخريب وأعمال التمرد وقطع الطرقات وخطف السياح...!
* لماذا لا تحظى المحافظات المسكونة بالأمن والاستقرار وبحب العمل الخالص لكلما فيه خير الوطن بشيء ولو قليل من العناية والدعم المحفز لأبنائها على الحفاظ على ذلك النوع من السلوك الحميد الذي اعتادوا على نهجه وأن يحضوا بمزيد من المدارس والجامعات ومشاريع الطرق وخدمات الكهرباء والمياه والمستشفيات والمشاريع الأساسية الأخرى جزاء حرصهم على مقارعة ورفض كلما يخل بالأمن والاستقرار ويضر بمصالح الوطن من كل أنواع الإقلاقات الأمنية وجرائم التخريب والتمرد والتدمير لمقدرات الوطن وجزاء مواقفهم الداعمة لجهود الدولة في مقارعة عناصر الفساد والتخريب ومرتكبي جرائم الإرهاب والتمرد ووالخ؟
* لماذا لا يتم ذلك ولو بشيء قليل وزهيد جداً من الأشياء التي يمكن المجاهرة بأنه تم تخصيصها لهذه المحافظات جزاءً لمثالية أبنائها وتحضرهم وصدق وفائهم لدينهم ولوطنهم وحكومتهم وقياداتهم السياسية حتى يفيق أولئك الغافلون الذين تربوا على ثقافة النهب ومنهج الفوضى وسلوك العنف والتخريب من غفلتهم قيدركوا أن حاجتهم للمدرسة والجامعة ومشروع الماء والكهرباء والطريق الإسفلتي حاجة أساسية كحاجتهم للحياة، وإن حصولهم على كل ذلك لم يعد متمكناً من خلال البندق أو رشاش الكلانشنكوف أو قاذفة الآربي جي وإنما بمثابة العمل والتعامل السوي وبالتفاهم والفهم، وأن أول شرط عليهم من أجل الحصول على كل ذلك هو الاستقامة والتخلي عن ذلك النهج من فوضوية الأعمال ولغة القتل والعنف والتدمير لمقدرات الوطن.
* أي فهم خاطئ هو ذلك الفهم الذي تتعامل به الدولة حين تولي محافظات مشحونة بالعنف والموت وثقافة الفوضى والتمرد والنهب والعبث بكل المقدرات العامة أولوية كل برامج التنمية وموازنات دعم مهولة تبددها لهم سنوياً ثم يقوم أبناؤها بتبديد وتدمير كل ذلك على أتفه الأسباب بينما تلكم المحافظات الرائعة جداً جداً بكل الصفات الطيبة التي يتسم بها أبناؤها تعاني الأمرين من الحرمان من أهم أساسيات الحياة من كل أنواع الخدمات الضرورية، ألا ترون أن نهجاً حكومياً كهذا يشكل ضرراً على الوطن وسبباً من الأسباب التي تحفز على العنف وفوضوية الأعمال.
