عفراء عبد اللطيف المريسي
أنعقد أنا بوليس .. انقضى أنا بوليس .. ولكن الغرابة في ذلك تكمن في حالة اللامبالاة أو اللاهتمام المنقطعة النظير بين أوساط الشارع العربي فهل يعود ذلك إلى المعرفة المسبقة بالنتائج أم أن وراء الأمور .. أمور .. ؟ شهد أنا بوليس لقاء قائد عجز عند مواجهة حالة الغضب في أوساط شعبه ... عاجز عن تحقيق الإرادة السليمة التي ترضي جميع الأطراف المتناحرة في وطن قائم على إنقاذ وطن بقائد عاجز عن مواجهة حالة الانقسام ورأب الصدع في دولة ما زالت تحاول أن تولد ... هكذا هو لقاء أولمرت بعباس قائد مدفوع بمطالب يهودية.. وأخر يبحث عن حدود لدولته على أرض دولته.. وكلاهما يريد أن تكون القدس قدس دولته .. كلاهما يتحدث عن ضرورية وجود تعايش بين قاتل ومقتول .. بين مغتصب للأرض وبين صاحب الأرض. وخرج المؤتمر بقرارات يرى كل جانب أنها تصب في مصلحة السلام الشامل العادل بين الدولتين... فمن وجهة النظر الإسرائيلية لم تحمل قرارات المؤتمر ما يحمل إسرائيل أعباء الانسحاب من الأراضي الفلسطينية وفق جدول زمني محدد ليخرج اولمرت عقب القمة التي جمعته بعباس بتأكيد أنه على أن السلام سوف يحل في العام المقبل .. ثم هاهو ذا يعود ليؤكد استحالة ذلك ... ومن وجهة النظر الفلسطينية الممثلة بالسلطة الفلسطينية فإن هناك أمل كبير في مصداقية القرارات. وإن عزوف الحاضرين من الرؤساء العرب عن مصافحة سيدني لفنى رئيسة الخارجية الإسرائيلية وبين ذهاب هؤلاء الزعماء وقد وضعوا قضية التطبيع في أولى أولوياتهم وتلوح في الأفق الشكوك حول تصفية النوايا لدى جميع الأطراف. وأنقضى أنا بوليس ولم تناقش باقي القضايا العربية العالقة والمتمثلة في قضية تحرير الجولان السورية .. ومزارع شبعه اللبنانية.. واللاجئين الفلسطينيين.. والتوسع الإسرائيلي في بناء المستوطنات .. وجدار الفصل العنصري الذي جعل من أراضي السلطة الفلسطينية سجناً كبيراً.