علي عليان
أردت أن أعود بكم إلى حقول التربية الجافة والتعليم الرديء ظناً مني ومن مفكرين وتقارير تقول أن أفضل علاج لمشاكل أي مجتمع سواءً كانت أمنية أو اقتصادية أو سياسية حلها الوحيد هو الارتقاء بالتعليم، وقد قلت لنفسي: سيظن البعض أني أتعمد الاستفزاز عندما اكتب عن التربية، فأنا لا أريد أن أستفز أحد وإنما فقط لقدسية الرسالة التعليمية قد تعاني أي دولة من وضع أمني غير مستقر أو وضع اقتصادي متدهور حتى لو كانت أعظم دول العالم أميركا تعاني أزمة مالية شديدة جعلت الفيل والحمار الضد يجتمعان في مصلحة بلادهم وانقاذها، إلا أن أميركا وكل الدول المتقدمة لا يهدأ بالها أبداً، فمن تواصل جهودها لإصلاح نظام التعليم لأنه مستقبل بلاد ومهما اختلفوا وتباينوا في الانتماء السياسي وتبدلت مواقعهم فهم يسعون أبداً جاهدين لأن يحتل الطالب الأميركي المرتبة الأولى بين دول العالم في مادتي العلوم والرياضيات وبلادي الحبيبة ينتهي العام الدراسي ومعلم الفيزيا لم يأتي بعد ففي امتحانات الثانوية العام الماضي زار رئيس الحكومة الدكتور مجور بعض المراكز الامتحانية لمحافظة صنعاء وفوجئ بإحراج في إحدى مراكز البنات قامت إحدى الطالبات وقالت مابش مدرس فيزياء طول العام وكل سنة وتشتو ننجح كيف ننجح يا رئيس الوزراء ساعدونا مما اضطر الدكتور/ علي محمد مجور باعتماد سبعين متعاقد لمدرسين مواد علمية لمحافظة صنعاء من مدرسين أشقاء لا نعلم كيف سيتم توزيعهم وغربلتهم بدءاً من الرأس إلى أسفل، هل سيفي ذلك بالغرض أم لا، لا فإذا كان هو ذلك وضع التعليم بالولايات المتحدة الأميركية من يجعلون الطالب نصب أعينهم وفكرهم وهدفهم، فهو لا يجوز أن نقارن أي وجه من الوجوه مع أوضاعنا التعليمية من حيث السوء والتدهور لأن الروح الوطنية والإحساس بالمسؤولية هي من تدفعهم لإصلاح وضع التعليم لا إلى المكابرة والتبرير والمغالطة كما يفعل نظراؤهم لدينا في تزييف للوعي، بل دفعتهم إلى ثورة شاملة ثقافية في صورة نقد بناء ذاتي لأن التعليم هو وحده من ينقذ البلاد من الوضع المتردي المنحدر يوماً بعد يوم بحكم خبرتي 8 أعوام في التربية والتعليم أرى إن التعليم في بلادي لم يستوي على سوقه ولذلك أجد حين أنتقد أصناف من التهم أي واحد ينصدع أو ينتقد سيقذف بشتى أنواع التهم وإليك أخي القارئ الكريم جزء محدود من تبريرات على أوضاعنا التعليمة، فأعداء الشعب اثنين أحدهم في المؤتمر والثاني في المشترك، وسأترك لك أخي القارئ بعد أن أسرد لك تبريرات لوبي الفساد وبعدها فسر الأمر أنت.
ذات مرة كان أحد كبار مسؤولي التربية في لقاء إذاعي عن شؤون التربية والتعليم، فكان انتظاري لذلك البرنامج الاذاعي مقصود فأتصلت بالهاتف دون أن أعرف بنفسي مواطن وبس أشكي إلى المسؤول الكبير بأن أوضاعنا التعليمية في الريف سيئة والجميع يعلم ذلك ما مدى تدهور التعليم في الأرياف بالأخص، فيقطعوا الحديث إن حديث السائل غير علمي إذ لم تظهر دراسة تثبت أن التعليم ضعيف في اليمن حسب علمي والله على ما أقول شهيد، إن تصنيف بلادنا تعليمياً في خانة الدول المتخلفة إلا إذا كان قد تجاوزت وانتقلت (ذلحين) وأنا مخدر أكتب في ديمة المحراس أناشده بالله (جنتلمان التربية) أن يدلني على هذا التعليم لأشد حالي إليه بعيداً عن هذا التعليم الرديء والمسؤول ذاته استضافته القناة الفضائية بطبيعة الحال قبل صرف طبيعة العمل لمن لا يدرسون وحرمان من يقومون بالتدريس، ورغم أكاديميته مسؤولينا العظيم وشيء عادي يخالف ويغالط رأي غيره بالبيانات والأرقام وقال: أن أوضاع التربية والتعليم تمر بأحسن مراحلها وكل شيء على ما يرام بس نسى يقول إنه العصر الذهبي للتربية والتعليم، والذي أتمعن في بعض الاوقات لكلام بعض مدراء عموم تربويون أنا لا أصف تلك الأمثال إلا بنهاية وقراصنة في التربية والتعليم حتى مابش خجل يتفاخروا بأن التربية رفعت زيادة أجور المتعاقدين في مجال محو الأمية من 1000 ريال إلى 8000 ألف ريال أمانة عليكم ضعوا دائرة على ذاك الرقم هذا جهاز محو الأمية الذي وصفه الأستاذ/ محمد طواف وكيل قطاع التعليم بأنه استنزاف لموارد التربية وأيضاً كهدف للهاربين من التدريس والمتلاعبين والذين يستلمون مرتبات وهم لا يعملون شيئاً، قال طواف نحسن التعليم الحقيقي وستنتهي الأمية بدلاً من الضحك على أنفسنا لله درك والشجاعة الأدبية يا ابن طواف، على العموم لن أسرد وأناقش تبريرات صاحب المقام السامي عن حقيقة الأرقام التي يطلقها فنحن في مجتمع يقول المتنفذ ما يشاء ويفعل ما يريد في غياب القانون والمحاسبة الرادعة لا يستطيعون محاسبة مديرة مدرسة لا تعترف بمدير التربية في منطقتها لأنها مدعومة وآخر مدير ناهيك عن حياء نادر أو مفقود لم أعد قادر على استيعاب ما أسمع من تصريحات مسؤولي التربية وواقعنا مخجل تجاوزوا الحديث عن محو أمية الحرف وانتقلوا عن محو أمية الحاسوب (الكمبيوتر) كسروا رؤوسنا بأن الوزارة تسعى لحصول كمبيوتر لكل طالب والله أني ضحكت قهراً ربما عاد المعلم بدون كمبيوتر لم يحصل عليه حتى بالتقسيط معامله معقدة في مكتب التربية بالأمانة وغيره لا يزال هناك طلاب لم يحصلوا على مقعد يا عالم يجلس عليه بدل جلوسه على البلاط، "قل لك" حاسوب ما وجد الكرسي قال حاسوب "ما بش" بترول قال كب لا شعوب.
