محمد أمين الداهية
هل يا ترى كل من له ظهر بإمكانه أن يمارس حياته بعيداً عن شيء اسمه "قانون"؟ هل يكون "الظهر" ضرورياً لكل من يريد أن يسعى في الأرض فساداًَ؟ أم أن هناك طرقاً ووسائل تخول لصاحبها الاعتداء على الآخرين دون خوف من عدالة أو سواها ولكن هؤلاء عندما يمارسون همجيتهم دون أن يكون لهم ظهر فعندها يقعون في قبضة القانون، فيا ويلهم ويا سواد ليلهم؛ لأنهم لا يملكون ظهراً! ولكني أشكك في مثل هذه الأمور بأن من لهم ظهر ويقعون في قبضة القانون يفلتون من جرمهم ويخرجون من قضيتهم سلاماً بسلام دون أن يجرؤ القانون على معاقبتهم أو إنزال حكمه فيهم؛ لأن مثل هذه الأمور تسيء وبالدرجة الأولى للسلطات الأمنية والقضاء، وأنا لا أظن أن السلطات الأمنية أو القضاء يقصر في أداء واجبه، حتى وإن كان المذنب ممن يملكون ظهراً بفتح الظاء وإن قبض عليه في الصباح فمن غير المعقول أن يفرج عنه وقت الظهيرة أو ظهراً بضم الظ، وأظن أن من يقولون ويدعون ذلك ما هم إلا من الحاقدين على النظام والقانون، وأيضاً من يقولون أن القضاء له رؤية خاصة في من يملكون أظهراً يقيهم من قوة القانون وتطبيقه، فهذه الإساءة للقضاء أيضاً تعبر عن وجود أصحاب الآراء الذين لا يعترفون أبداً بكل ما هو جيد، فالقضاء باستقلاليته لا يمكن أن يكون أبداً ممن لهم رؤية خاصة في المذنبين حتى وإن كانوا ممن يرتزحون إلى ظهر معين، الآراء متفاوتة والناس بطبيعتهم صعب إرضائهم برأي أو إفادة معنية، فهناك من يجعل من الحبة قبة والعكس يوجد من يستهين بالأمور وتكون المشكلة التي تواجهه حتى وإن كانت قبة فهي بالنسبة إليه حبة، ويبقى المجال مفتوحاً أمام الكل في تحديد أو طرح وجهة النظر حول دور الظهر في مجتمعنا وهل حقاً يا بخت من كان له ظهراً ويا حسرة من ظهره قميصه؟! وبعد ذلك فمثلاً هل يحق لمن يملك ما يرتزح إليه سواءً سلطة أو جاهاً أو مالاً؟ هل يحق لمن يحظى بمثل هذه الأشياء أن يمارس غطرسته وعنجهيته على الآخرين سواء بالاعتداء عليهم أو التوجيه بضبطهم حتى وإن كانوا أبرياء، مستغلاً سلطته أو ماله أو أخذ حقهم دون أي وجه حق؟! وهل يا ترى ذلك ظلماً أم لا؟ وهل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"، وقد وصل إلى من يعرفون تماماً ما يقومون به من ظلم للآخرين؟ أن لا أظن بأن هناك من يستخدمون مصطلح الظهر في ظلم الناس!!.<