;

فلسطين.. الگــلمـة المحـظــــورة في مــنـاظــــرات الرئاســـة الأمريـگــيــة 719

2008-10-13 09:24:23

عبدالباسط الشميري

روبرت فيسك/ صحيفة الإندبندنت

ترجمة/ شيماء نعمان

أثارت المناظرة التي جرت الأسبوع الماضي- بين كل من "سارة بالين"، نائب المرشح الجمهوري في سباق الرئاسة الأمريكية"جون ماكين"، و"جو بايدن"، نائب المرشح الديموقراطي "باراك أوباما"- العديد من التعليقات والإرهاصات بشأن السياسات المستقبلية التي من المنتظر أن تتصدر أجندة الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة.

وبين بالين التي تحظى بشعبية واسعة، بالرغم من قصور خبرتها السياسية، وبايدن، عضو مجلس الشيوخ المحنك، كانت المناظرة التي أُجريت مساء الخميس الماضي. وقد حاول الصحافي البريطاني البارز "روبرت فيسك" أن يميط اللثام عن بعض المواقف السياسية التي، وإن لم يُعلنها المرشحون بصورة مباشرة، تستحوذ على فكر الإدارة الأمريكية المقبلة.

وقد اعتبر فيسك بالين وبايدن ضعفاء وجبناء أمام قضية من أخطر قضايا الشرق الأوسط، وهي قضية فلسطين، حيث قال: "وهذان المرشحان ذوا الجسارة المتنافسان على منصب نائب الرئيس، حريصان للغاية على إثبات شجاعتهم عندما يتعلق الأمر بقضية "الدفاع"، ويتواريان كما تتوارى الأرانب عن مركز الزلزال في الشرق الأوسط، والذي هو وجود الشعب الفلسطيني".

وجاء في مقاله الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية:

احتجب الفلسطينيون عن الظهور في الولايات المتحدة مساء يوم الخميس، حين تجنب كل من "جو بايدن" و"سارة بالين" استخدام تلك الكلمة السامة.

"فلسطين" و"الفلسطينيون"- تلك المفاهيم الأكثر خطورة ومراوغة- لم يكن ببساطة لها أي وجود خلال مناظرة نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. أما عبارة "الاحتلال الإسرائيلي" فتركت كذلك بلا استخدام وذلك بصورة مثيرة للشفقة. كما لم تحظ أيضًا كلمات مثل "المستعمرات اليهودية" أو "المستوطنات اليهودية"- ولا حتى الكلمة المزمنة التي تنقصها الشجاعة والتي دأبت عليها الصحافة الأمريكية "الحي اليهودي"- بأي مرور.

وهذان المرشحان ذوا الجسارة المتنافسان على منصب نائب الرئيس، حريصان للغاية على إثبات شجاعتهم عندما يتعلق الأمر بقضية "الدفاع"، ويتواريان كما تتوارى الأرانب عن مركز الزلزال في الشرق الأوسط، والذي هو وجود الشعب الفلسطيني.

بالطبع كان هناك حديث حول حل "قيام دولتين"، إلا أنه من شأنه أن يربك أي شخص ليس لديه فهم للمنطقة.

وحتى كان هناك تعليق ساخر من طرف بايدن حول الرئيس"جورج بوش" لقيامه بدفع "انتخابات"- مرة أخرى، تغيب كلمة "فلسطينية" كوصف للانتخابات- أنتجت الفوز لحماس. لكن حماس يبدو تعيش في أرض الخيال، مشهد فسيح يجمع بين طياته بصورة تدريجية جميع الصحاري الشاسعة والسوداء التي تمتد - في خيال السياسيين الأمريكيين- من البحر المتوسط وحتى باكستان.

وقال بايدن بانفعال وصوت قوي: "إن صواريخ باكستان (النووية) تستطيع فعليًا ضرب "إسرائيل"". ولكن ما الذي يتحدث عنه بايدن؟ إن باكستان لم تصدر أي تهديد ضد "إسرائيل". وهي من المفترض أنها في جانبنا. ولكن يبدو أن كلا المرشحين لمنصب نائب الرئيس لديهما اعتقاد بأن حليفتنا في "الحرب ضد الإرهاب" تتحول في الوقت الراهن إلى حليف لمحور الشر. وحتى الإسلام لم يخرج عن التحدي.

وفي الواقع، فإن أحد أطرف تقارير هذا الأسبوع، كان تحقيقًا جديدًا بشأن دراسة أوباما- المرشح الديموقراطي في سباق الانتخابات الرئاسية- صدر عن وكالة أنباء "أسوشيتيد برس". فقد أعلنت الوكالة أن الرئيس المقبل كان يرتاد مدرسة إسلامية ولكنه لم "يمارس" الإسلام.

ولقد سألت نفسي: ماذا يعني ذلك، بحق السماء؟ هل كان يمكن أن تصدر "أسوشيتيد برس"، على سبيل المثال، تقريرًا يقول إن ماكين كان يرتاد مدرسة مسيحية ولكنه لم "يمارس" المسيحية؟ لكنني فهمت بعد ذلك أن أوباما دخن الإسلام ولكن لم يستنشقه!

وخلال سفري عبر الولايات المتحدة هذا الأسبوع- من سياتل إلى هوستن إلى واشنطن ثم بعد ذلك إلى نيويورك- واصلت الاصطدام بنتائج الترهيب الذي صنعه البيت الأبيض الأمريكي. فقد تحدثت إليّ أثناء مأدبة غداء سيدة ذات مستوى تعليمي رفيع من الشريحة العليا للطبقة المتوسطة، وأعربت عن خوفها من أن الإسلام "يرغب في الاستحواذ على أمريكا". وعندما ذكرت لها أن ذلك يعد مبالغة في الأمور إلى حد ما، قالت لي إن "المسلمين قد استحوذوا على فرنسا فعليًا".

كيف يمكن للمرء الرد على هذا؟ إن الأمر أشبه بأن يخبرك شخص عاقل ومتزن تمامًا أن شعب المريخ هبط للتو في تينيسي. لذا فقد استخدمت حيلة فيسك القديمة حينما واجهت المتشدقين من مدرسة "أقر أن "جورج بوش" وراء أحداث 11 سبتمبر". حيث نظرت إلى ساعتي، وتصنعت تعبيرًا يدل على الصدمة صائحًا: "إنني مضطر أن أغادر الآن!"

ولكن جديًا. لقد كان بايدن يخبرنا مساء الخميس بأن هناك على طول حدود باكستان مع أفغانستان- وكان يشير، بالطبع، إلى الخط الحدودي القديم الذي رسمه السير "مورتيمر ديوراند"، ويعتبره معظم الباشتون (وكذلك جميع عناصر طالبان) أنه وهمي- "لقد شيدت هناك 7.000 مدرسة... وهذه هي المنطقة التي يعيش فيها "بن لادن" وسوف نصل إليه إذا ما امتلكنا استخبارات فعلية".

سبعة آلاف؟ من أين جاء هذا الرقم بحق السماء؟ هناك بالفعل آلاف المدارس الدينية في باكستان ولكن ليست جميعها على الحدود. وفي جزء استثنائي آخر من صناعة الأساطير، أخبرنا رجل أوباما أننا "قد طردنا "حزب الله" من لبنان"- وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.

وبالطبع "إسرائيل"- وهي كلمة لابد من أن يلفظها، مرارًا وتكرارًا، جميع مرشحي الولايات المتحدة- قد أصبحت مركز البوصلة للشرق الأوسط بأسره، (وبحسب بالين): فإن "تلك الأمة الساعية للسلام ... هي حليفنا الأقوى والأفضل في الشرق الأوسط"، والتي (بحسب بايدن): "ليس لها في مجلس الشيوخ الأمريكي صديق أفضل من "جو بايدن"".

وأوضحت بالين أن "إسرائيل" ستكون "في خطر" إذا ما دخلت الولايات المتحدة في محادثات مع إيران، وقالت: "ينبغي علينا أن نطمئنهم أننا لن نسمح أبدًا بمحرقة ثانية". أما مسألة أن "إسرائيل" قادرة على الدفاع عن نفسها على نحو كافٍ تمامًا بامتلاكها 264 رأسًا نوويًا فلم يذكر بالطبع، لأن الاعتراف بقوة "إسرائيل" الحقيقية يقوض صورة الدولة الصغيرة المعرضة للخطر التي تعتمد على الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها.

"الإسرائيليون" يستحقون الأمن، ولكن أين الوعود بالأمن للفلسطينيين؟ أو التعاطف الذي يمكن أن يبديه الأمريكيون فوريًا حيال أي شعب آخر محتل؟ لا حاجة للقول أنه غائب. ولمثل ذلك يجب أن نُعد أنفسنا استعدادًا للصراع القادم ضد شرور العالم في باكستان!

وكان بايدن قد طالب في الواقع بحكومة "مستقرة" في إسلام أباد، وهو أمر يبدو فيه شيء من النفاق كونه يأتي بعد أيام قليلة من قيام القوات الأمريكية باختراق حدود باكستان ذات السيادة لقصف منزل باكستاني، يُزعم أن طالبان تستخدمه. وكما قال الجنرال "ديفيد بتريوس" لصحيفة "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع: إن "التوجهات في أفغانستان كانت في الاتجاه الخاطئ... وانتزاع السيطرة على أماكن معينة من طالبان سيكون أمرًا في غاية الصعوبة".

إنه وضع شاذ. أوباما وبايدن يريدان إغلاق ملف العراق وإعادة اقتحام أفغانستان. لكن مدرسة بالين للقولبة اعتبرت ذلك "راية بيضاء للاستسلام في العراق"، وفي الوقت ذاته واصلت التحذير من الأخطار التي تمثلها إيران، التي تسبب اسم رئيسها- "أحمدي نجاد"- في هزيمة ماكين ثلاث مرات في المناظرة المستعارة التي أُجريت الأسبوع الماضي.

لكنها القصة القديمة ذاتها. كل ما تعلمناه في أمريكا خلال الأسبوعين الماضيين، هو اقتباس عبارة "جوان ليتلوود": "يا للحرب الجميلة - هي الحرب التي لا تزال مستمرة".<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد