شكري عبد الغني الزعيتري
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني: Shukri_alzoatree @yahoo.com
الحلقة الأولى
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وفيه العاطفة والعقل وفيه المحسوس من مادة العظم واللحم والدم والتي لم تتغير فهي ثابتة مقدرة عليه ... وفيه المعنوي غير المحسوس من عواطف الحب والكراهية .. والأمان والخوف .. والفرح والحزن ... الخ . ويشعر الإنسان بآثار هذه العواطف والتي هي غرائز فطر الإنسان عليها ... والي هذا فان هناك صفات تغرس بفعل ظروف البيئة المحيطة بالإنسان ابتداء بالأسرة فالمجتمع والدين والتعليم والثقافة والظروف الاقتصادية والمعيشية والظروف الاجتماعية وأحيانا الظروف السياسية فتشكل هذه العوامل ما يسمي بالقيم والمبادئ الأخلاقية التي بدورها تفرز لدي الإنسان سلوكيات وتعاملات سواء مع نفسه أو مع الآخرين . فان غرست لدى الإنسان منذ الصغر قيم أخلاق كالصدق والأمانة والوفاء والنزاهة والحب والرحمة والعطف والود ..... الخ وان غرست لدي الإنسان مبادئ إنسانية كالعدل والحق والمساواة والإخلاص والعمل المدقن ... الخ نتج عن ذلك بان يكون في داخل الإنسان عندما يكبر مستودع بداخلة هذه الصفات الحميدة من قيم الأخلاق ومبادئ إنسانية تصير هي الحكم والمرجع والمعقلن لكل أعمال الفرد من الأفعال سوء ما يخص نفسه أو ما يخص تعاملاته مع غيره .. وان ترك الإنسان منذ الصغر فارغا من تلك الصفات الحميدة من قيم الأخلاق ومبادئ إنسانية ومستودع داخلة فارغا وترك تتهاوي به الظروف المحيطة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية وكانت سيئة وفيها من القساوه والمعاناة والصعوبة ما يحول بذرات الخير في نفس الإنسان إلى بذرات الحقد والشر .. ولم يتحصن الفرد ضد الانحراف فانه تتشكل في داخله وبفعل الظروف التي يعيشها والصعبة قيم فساد ومبادئ انحلال وتزيد من ذلك وطأة ظروف معيشته إن كانت سيئة من (مأكل ومشرب وملبس وسكن وعدم تعليم وقلة معرفة بالدين) .... لتسهم في غرس قيم فساد ومبادئ انحلال وبقدر ما يصبوا هذا الفرد الفاسد الذي يحمل صفات غير حميدة لرفاهية نفسه ومعيشتها بقدر ما يتم ارتهانه أكثر في وحل قيم الفساد ومبادئ الانحلال والتي تفرز لديه سلوكيات تعامل غير صالحة وأحيانا عدائية ضد الآخرين غيره وتكون غالبا إجرامية .. وحين تتزايد هذه النماذج من الأفراد في المجتمع وحين تستطيع نماذج يحملون قيم فساد ومبادئ انحلال الوصول إلي تولي إدارة قطاع من المجتمع أو المجتمع كله يسعون إلي نشر وتفشي قيمهم الفاسدة ومبادئهم المنحلة بين اكبر عدد ممكن من الناس حتى يعم هذا الفساد والانحلال قطاع كبير ليكونون في مواجهة القطاع الآخر من الناس الذين يحملون قيم الأخلاق والصفات الحميدة .. وحتى لا يلام وينتقد ويحاسب مؤسسي قيم الفساد وانحلال المبادئ من قبل السواد الأعظم من الناس لان أصحاب الفساد أصبحوا كثيرين وبالتالي يختلط الحابل بالنابل وحينها يقع الفساد والإفساد الاجتماعي في المجتمع ويتفشي إلي أن يكون ملتويا ما كان مستقيما وتشتبه العالية والسافلة وتطرح المبالاة بالضمير الاجتماعي ويقوم وزن الحكم في اجتماع أهل الفساد والانحلال علي القبيح والمنكر ويجري العبرة فيما يعتبرونه بالرذائل والمحرمات ولا يعجب الناس إلا ما يفسدهم فحينئذ لا مساك للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية الخيرية .. (وفي أحسن الأحوال يكون مساك صوري دون الفعلي والعملي) .. فيحل الانحلال ويبعد العلم وأهلة ويحارب الدين ورجاله وتترك ثقافة المصلحة العامة وتحل ثقافة الأنانية والمصلحة الفردية ويتغنى بالحرام ويتخلي عن المبادئ الإنسانية وقيم الأخلاق كلها أو بعضها ويتهاوي المجتمع بين الرمادي ويخيم الشك ويغلب رجل الفساد وخاصة إن كان له إدارة شئون قطاع ما في المجتمع أو المجتمع كله .. و يصبح أراذل القوم وصغار وخباث النفوس وحطاة المجتمع هم المقربين وهم من يولون زمام وشئون المجتمع ومؤسساته فتسود الرذائل وتنعدم مصلحة العامة وتحل ثقافة الفردية فيتراجع تقدم المجتمع ويفقد هويته وتضعف قواه ويرتهن المجتمع لغيره من المجتمعات المتقدمة عنه والاقوي منه ولا احد من السواد الأعظم من المجتمع يقوم في مواجهة الاستغلال والاستعباد والفساد والإفساد الحادث من قوى الفساد واهله اذ حينها يكونون هم الأقوى ماديا والأضعف أخلاقيا ودينا وبذلك يفقد الولاء لدي العامة من الناس بسبب الظلم الذي يوقع عليهم و الذي نشر والحق بمعظمهم .. وهذا ما نواجه في دولنا العربية اليوم ولكن قد تكون الصورة مصغرة لما سرد هنا .. و قد يصل الحال إلى ما وصفناه إن تخلى وترك قيادات المجتمعات العربية السياسيين منهم والحكام قوى الفساد والإفساد سواء الداخلية أو الخارجية تصول وتجول ... أو أهملت التربية .. أو جنب العناية بالتعليم من قبل القيادات التربوية والتعليمية.<