سعد علي الخفاشي
يتحدث المتقولون عن حال البلاد وهموم العباد ويتزايدون على الوطن والناس بقضية مشاركاتهم في الانتخابات القادمة ويتشدقون في كل المحافل والمنابر مدعين أنه لولاهم ولولا تماديهم في رفض الحوار والامتناع عن المشاركة في اللجنة العليا للانتخابات لارتفعت الأسعار وانعدم القمح والدقيق والسمن والفول ومات الناس من الجوع والبطالة.
إنهم يغالون ويزايدون على الوطن والناس بكل شيء ويمنون علينا بوجودهم بيننا ورضائهم عنا وبتنازلاتهم الكبيرة جداً جداً حين وافقوا على أن يكونوا يمنيين مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا، رغم أنهم لا يقدمون للوطن ولا لنا شيء ويضرون أكثر مما ينفعون، ومع ذلك رضينا بهم وقبلنا بوجودهم وصبرنا على سفاهاتهم وكل ذلك من أجل الوطن وعسى أن يكونوا ناساً صالحين في يوم من الأيام وأن هؤلاء الذين يتقولون على رئيس الجمهورية وعلى الحكومة وعلى الشعب وعلى الوحدة ويمنون على الوطن وعلى الوحدة بأنفسهم، يجب أن يتعلموا أولاً كيف يحترمون وكيف يراعون مشاعر الآخرين فيمتنعوا عن تلكم الصفاصف والسفاهات من التقاويل والإدعاءات التي لا هم لهم سواها؛ لأن قضية الانتخابات القادمة ومسألة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات ليست كل شيء في هذا الوطن، فمنذ سنتين ونصف والبلد أملها شبه مشلولة القدرات بسبب الأزمة السياسية لأحزابها، عليكم أيها المتقولون والمزايدون أن تستحوا من هذا الوطن وتراعوا مصالح الآخرين كما تراعون مصالحكم الذاتية وتنازلوا ولو لمرة واحدة في تاريخكم في سبيل مصلحة الوطن حتى تخرجونا من دوامة هذه الأزمة وتسلمونا وجع إساءاتكم ودوي مزايداتكم ومكايداتكم، فقضية مشاركتكم في الانتخابات المقبلة من عدمها ليست كل الوطن فأمامنا مهام ومسؤوليات وواجبات كثيرة وثقيلة وضرورية جداً جداً، دعونا نتفرغ لها ونفي بواجب تحقيقها خالصة لهذا الوطن، ارحموا هذه البلاد من أزماتكم السياسية المفتعلة وإن كنتم لا هم وشغل لكم في صالح الوطن، فعلى الأقل دعوا الآخرين يعملوا، ولا تحبطوهم وتعيقوا إنجازاتهم وتحلوا بصفات الوعي وبثقافة المتحضرين وأخلاق المتدينين ودبلوماسية السياسيين عساكم بذلك تصبحون معارضة حقيقية نافعة لوطنها وللناس؛ لأن البلد بحاجة لمعارضتكم الصحيحة والفاعلة، وتأكدوا أنه لا يمكن الوصول إلى السلطة، إلا أن أجدتم أولاً دوركم وواجبكم كمعارضة فاعلة وصادقة لأن ذلك هو الطريق الذي سيمكنكم من الوصول إلى قلوب الناس وأفئدتهم!!.<
