قائد أحمد الجند
لا يختلف اثنان بأن الأمن غدا الوجه الآخر للتنمية والذي بدونه لا يمكن إحقاق وإشاعة العدل والمساواة الاجتماعية وإحداث التنمية الشاملة بكافة جوانبها في أي بلد كان.
ومن هذا المنطلق والمفهوم الحقيقي لمرتكزات التنمية حظي قطاع الأمن في بلادنا باهتمام وحرص مباشر من قبل فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الفترة الماضية تركز ذلك الاهتمام في تحديث وبناء الأجهزة الأمنية وتطوير قاعدتها المادية والبشرية على أسس علمية حديثة والاهتمام بالجانب التعليمي باعتباره النواة الرئيسية للتطوير والتحديث والبناء حيث أصبحت المنشآت الأمنية التعليمية أكاديمية الشرطة، المعهد العالي للشرطة، وكلية الشرطة، والمدارس الأمنية المتخصصة بأنواعها المتعددة بمناهجها التعليمية النظرية والتطبيقية تواكب المتطلبات الحديثة لمكافحة الجريمة المنظمة وتتبعها للوقاية منها، ولا أحد ينكر اليوم المستوى الرفيع لعملية التأهيل والتدريب للكادر الأمني الذي تسهم تلك المنشآت بإعداده وتأهيله وتدريبه لرفد وزارة الداخلية ومصالحها وإداراتها ووحداتها به وأصبح على قدرة عالية من الحنكة في التعامل مع كثير من القضايا والحوادث الأمنية، وشكل التطور التعليمي للكادر الأمني مع تطور القاعدة المادية الحديثة من وسائل والآليات والتقنيات الحديثة الخ.. امتلاك وزارة الداخلية قوة أمنية ضاربة لا يستهان بها قادرة على تنفيذ المهام والواجبات الأمنية المنوطة بها على أكمل وجه وبدقة وسرعة ومهارة عالية جعلها مفخرة في عيون أبناء الوطن ومواطني دول الجوار.
ومع تطور الجريمة وأساليبها الحديثة المتبعة في التخطيط والإعداد لتنفيذها سواء كانت جريمة إرهابية أو جنائية أو اقتصادية .. إلخ نجد الأجهزة الأمنية ورجالها الأبطال المدربون قد بلغوا درجة عالية من التأهيل واكتسبوا الإدراك والخبرات العملية الجيدة، وهذا ما جعلها تحقق انتصارات ونجاحات متلاحقة في تنفيذ كل المهام الموكلة لها لزرع الطمأنينة والاستقرار في ربوع اليمن والذود عن مصلحة الوطن لتحقيق الاستقرار الأمني المنشود.
إن خير من يبعث في أنفسنا الحب والاعتزاز بهذه المؤسسة الوطنية النبيلة هو قدرتها العالية على التصدي لكافة المخططات الإرهابية التي تستهدف الوطن ومصالحه الاقتصادية والسياسية والإضرار بمصالحه وعلاقاته مع الأشقاء والأصدقاء حيث لم تتوان في محاربة العناصر الخارجة عن القانون ومكافحتها للإرهاب والقبض على كل من يمس أو يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن وسجلت في ذلك المضمار انتصارات شامخة بفضل يقضتها الأمنية وشجاعة منتسبيها الأبطال.
هنا لا بد لنا أن تقدر تلك المواقف والأدوار البطولية التي جسدتها بكافة أجهزتها ومنتسبيها وعلى رأسهم الأخ وزير الداخلية اللواء الركن/ مطهر رشاد المصري لما قدموه من تضحيات جسيمة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار بلدنا وبرهنوا بذلك على حرصهم الشديد وإيمانهم العميق بتلبية نداء الواجب الوطني المقدس الذي جسدوه بتقديم التضحية والفداء في كثير من العمليات الأمنية التي ستظل مفخرة ودروساً يستفاد منها لتدريب وتأهيل رجل الأمن، فتحية لأولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في عمليات القبض على الخلايا الإرهابية في تريم وسيئون وفي أبين ومأرب وتحية وإجلال لحراس السفارة الأميركية الذين جعلوا من استشهادهم وإفشال المخطط الإرهابي الذي استهدف السفارة الأميركية يوم الأربعاء في تاريخ 17/سبتمبر عنواناً للتضحية والاستبسال وعكسوا ما يتميز به الجندي اليمني من بطولة وشجاعة والذي أشادت به الولايات المتحدة الأميركية وبالمستوى الذي وصلت إليه أجهزة الأمن في بلادنا في تنفيذ مهامها للحفاظ على أمن واستقرار بلادنا والدفاع عن مصالحها، وتحية لوزير الداخلية الذي انتهج نهجاً علمياً صائباً لإعداد رجل الأمن بصورة ترفع اليقظة الأمنية المتجددة وتطوير أساليب التحفيز المعنوي لهم بالتشجيع ومكافأة المبرزين في تنفيذ مهامهم وأعمالهم وهذا النهج لعب دوراً رئيسياً في صقل مهاراتهم ورفع قدراتهم وغرس فيهم حب التضحية والاستبسال لتحقيق نجاحات وانتصارات متلاحقة مما جعل من هذه المؤسسة محط أعجاب في نظر المراقبين العرب والأجانب للوضع الأمني في بلادنا.<
