سعد علي الحفاشي
* ما بال تلكم القوى السياسية الحانقة التي قررت مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة وعدم المشاركة في أي عمل وطني يخدم الوطن والشعب لا تستجيب لدعوات ومناشدات فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بأن تشارك في الاستحقاق الانتخابي القادم وتتفاعل مع معطيات الواقع بصدق وجدية وتتخلى عن تعنتها وتشددها وضيق أفقها مع تدرك أن مهمة بناء الوطن وإصلاح الاعوجاجات لا يتحقق بتلكم المكايدات والانغلاقات على الذات وإنما بالترفع عن الصغائر والعمل الفاعل والجاد لكلما فيه ؟؟؟ رفعة هذا الوطن فامتناعهم عن المشاركة في اللجنة العليا للانتخابات وتنحيهم جانباً عن المساهمة والتفاعل مع معطيات الانتخابات القادمة يعني إصرارهم على معادات الوطن وتمادياً منهم في العبث والفوضى والتي يصرون على ترسيخ منهجيتها في هذا الوطن، فالوطن بدون معارضتهم ومساهماتهم الفاعلة لن يتمكن من تجاوز معضلات الجمود ومحبطات التخلف والإصلاح الشامل، والحقيقي لهذا الوطن وتطويره إلى الأفضل لن يكون بالحنق والمكايدات والمغالطات، ولا بالهتافات والخطابات الانفعالية ولا بالكتابات والتصريحات الصحفية اللاذعة ولا بتهييج الشارع وتحريض الجماهير على الفوضى والعبث والتخريب.
فالتحول إلى الأفضل والإصلاح الحقيقي للوطن لن يكون إلا بالتغيير من خلال كروت الاقتراع الانتخابية؛ حيث فهذا هو السبيل الوحيد والحضاري لتحقيق الإصلاح المنشود، واعتقد أن إصرار هذه القوى الحانقة على الامتناع عن التفاعل والتعاطي المسؤول مع معطيات الاستحقاق الانتخابي القادم وإصرارهم إن أصروا إلى النهاية على عدم المشاركة في هذه الانتخابات سيفوت عليهم وعلى الشعب كله فرصه التغيير والتجاوز لواقع الجمود الحالي الذي تعيشه البلاد وتوجب علينا المصلحة الوطنية العمل الفاعل لأجل تجاوزه من خلال المشاركة الواعية في الانتخابات القادمة وحسن الاختيار لمن يمثلونا في البرلمان القادم، إما إن قاطع هؤلاء هذا الاستحقاق فإن غاية التغيير والتحول إلى الأفضل ستكون ضيقة ومحدودة جداً على اعتبار أن الغالبية البرلمانية ستكون لحزب المؤتمر الشعبي العام وبذلك ستفوت علينا فرصة التغيير، وعلى أحزاب الاحتقانات السياسية "أحزاب اللقاء المشترك" أن تدرك ذلك وتنتهي من أزمات احتقانات الغضب والعداء وتبدأ صفحة جديدة بالمسارعة في الاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي وعفا الله عما سلف، والعمل من اللحظة على المشاركة في إنجاح المهام التمهيدية المقررة لتنفيذ عملية الانتخابات البرلمانية بدءاً من عمليات تصحيح جداول الناخبين ونهاية بمهمة الاقتراع، فذلك من الواجبات التي إن لم يحرصوا عليها فإنهم مخطئون في حق الوطن وحق الشعب وحق أحزابهم وحق أعضائهم الطيبيون.