عبدالباسط الشميري
"2000" مليار دولار خسائر واشنطن في عدة أيام فقط، "150" مليار دولار خسائر دول الخليج العربي في الأزمة المالية العالمية.
مئات المؤسسات والشركات والبنوك الأوروبية والأميركية ستعلن أفلاسها تباعاً خلال هذه الفترة في إنجلترا بدأت مصانع ومؤسسات وشركات تسرح عمال العربية منها وبعض هؤلاء من أبناء اليمن أحد هؤلاء المسرحين هاتفني قائلاً: "أنا أول المسرحين من أبناء اليمن وسيتبعني المزيد من الاخوة" سألته: هل تدفع رواتبكم؟ أجاب: لا، لكن سوف يقدمون لنا رواتب ضئيلة حتى تنفرج الأزمة، ولكن متى ستنفرج الأزمة؟ لم يجب! بل صمت برهة ثم قال: إن شاء الله قريب!
ونحن في خضم أزمة عالمية تعصف بالعالم لا ينبغي أن ننسى التاريخ الإسلامي الذي بتذكرنا له نستلهم منه العبرة والعظة، ففي شهر شوال كانت غزوة أحد التي واجه الإسلام فيها هجمة شرسة من قوى الكفر والنفاق، وكانت أياماً عصيبة على المسلمين وقد عرفنا جميعاً كيف انتهت المعركة بين كفار قريش والمسلمين ورغم كل المكائد والمؤامرات والدسائس إلا أن الله متم نوره وقد كانت هذه واحدة، أما الثانية فهي مكر يهود وخيانتهم عندما حاول نفر من بني قينقاع أول طائفة من اليهود أجلاها رسول الله عن المدينة، وكانت تلك الحادثة التي قتل فيها يهودي ومسلم، فالمسلم ناصر المرأة التي حاول اليهود كشف حجابها فاستغاثت بالمسلم الذي قتله ثم تجمع اليهود عليه وقتلوه.
فعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم العزم على جلاء يهود بني قينقاع عن المدينة وبالفعل كان هذا في منتصف شهر شوال من السنة الثانية للهجرة.
إذن نحن أمام تاريخ إسلامي يفترض أن نستلهمه ونضعه نصب أعيننا لنأخذ منه العبر نعيد فيه رسم سياساتنا كدول وشعوب لم تكن لنا الريادة والعزة والقوة إلا بالإسلام، لذلك هل لنا أن نعيد قراءة التاريخ بصورة صحيحة خلاف ما يشاع ويروج له البعض بالإسلام سدنا العالم وبالإسلام دون غيره يكون لنا العزة والكرامة أو كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد عزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله لذلك ما من سبيل سوى العودة إلى الله معرفة الله حق المعرفة في كل أمور حياتنا في الاقتصاد في السياسة، في الاجتماع، في التربية، في الأخلاق، في كل شيء، وبه فقط تكون لنا العزة والمنعة، والله من وراء القصد.
Abast 66 @ maktoob.com
