علي عليان
انتهيت وقد "طفي الكهرب" وكنت لا زلت أقلب الصفحات وأبعثر الصحف بعد أن أفرغ من قراءة كتب متنوعة بعد أن أشتاق إليها بولع محب انقطع عن محبوبه فترة طويلة، وبصراحة يا أخوة صراحة أغلب حياتنا شبه جافة التي لا تنبت إلا القساوة صار الواحد منا لا يلتقي مع محبوبته، روحه الغالي "أم عياله" بالمعنى المفهوم والمعروف، أما روحي وعيوني ومحبوبتي كلمات ثقيلة على لسان الواحد عندنا في اليمن يقولها لزوجته، تعقد لسانه كونه هو الرجل لم يسبق أن سمع والده يقول لوالدته فهو قد لا يناديها إلا "ايه ايه يا مرة" يا بنت الناس أرقها والينها يا بنت عمي شوف والجفاف حتى عند الكلمات ثقيل أن ينطق حتى اسمها شوفوا على مشاعر مش جافة فقط صارت مشاعرنا قوالب اسمنت حديدية كوننا اليمنيون فطاحلة "الزره" تتعامل بقاعدة اسمها "عيب" لا هي من القرآن ولا من السنة، فالأصل هناك حلال حرام ورع خوف من الله يرد علينا واحد ويقول باين على الأخ "ما هو قبيلي" وسوف أخبره بإن أبناء القبائل ما يسكروا وما تسكعوا في الشوارع يلاحقوا بنات الناس ويتربص بها حتى نهش من أخلاقها كما ينهش الحيوان من الفريسة هذا عند بعض من يقدسون كلمة "عيب" عادي عندهم لأنهم نسوا حلال وما يجوز وحرام ويجب مراقبة الله لا عندهم شيء عادي وهم أبناء قبائل ورعية ومشائخ وأسماء وعائلة طويلة عريضة لكن يحسبوا أن خداعهم لدغدغة عواطف فتاة مسكينة ضعيفة استطاع أن يظفر بها بعد أن يسمعها كلام معسول أو ريالات كحاتم الطائي بتلك أعماله يحسبها شطارة ورجل يعرف كيف يجلس!! اللهم ميوعه للنهاية لا أريد أن أخرج عن موضوعي الذي بدأته بس أحببت أن أعرض لأبناء القبائل والمثقفين أن لا يعمقوا قاعدة "عيب" وينسوا مفاهيم دينهم... تعالوا نراجع بس مقطتفات بسيطة من حياتنا كأسرة يمنية واحدة وإن وجد اختلاف وتباين بسيط جداً عند البعض، الكثير يقدم على الزواج ولم يكمل دراسته بعد هذا من "عن الرجال نحن الرجال" لكن لا أنسى المناضل منا يكمل الثانوية وقد الناصفة من أهل قريته قد شبعوا أبوه كلام متى عتزوج علي أو يحيى أو حسين قدوه "سلخ" مدقن والدقنه علامة وخط الشارب "شنب" لإستعداد الوالده في البحث الولد عزب نشتي نخطب له أمانة دخنين ركبي شوفوا والعيشة، أما لو كان الولد كما يقولوا فقعس بايجننا أبوه وأمه يزوجوه المهم حياة عشوائية، ما أن يتزوج الولد طبعاً على ما اختارت أمه له من زوجه وفق ما تراه الأم لا وفق ما يراه هو إن لم تكن وفق ما تحتاجه الوالدة آنذاك "تعاونها في الديمه المطبخ والمزرعة" وهكذا سلسلة وحلقات متواصلة تزوج ببنت عمه أخو أبوه لأنهم كانوا حبايب الآباء مابش دخل للزوج والزوجة وبعد فترة صاروا أولئك الحبايب الأخوة أعداء على حق الدنيا ومنها حولوا حياة الزوجين إلى نكد وتعاسة أبدية، هذا ما هو حاصل، ومن ينكر لا أعتبره إلا مكابر وهارب من الحقيقة وإن وجد عكس ما كتبت فنادراً والنادر لا حكم له، طبعاً من يوم الصباحية قد سبقها تعليمات مسبقة للزوج كمثل انتبه الرجل "ما يشخر" لمرته ما يشخر كلمة حلوة هذه لا بد يكون مقطب الحاجبين "اقلب عينك" خليها تحت رجلك مش تشمخ عليك والمهم تعبئه ضد شريكة حياتك من أول البداية وكأنك دخلت في وادي ملبد بالغيوم التي لا تفتيك حر وضماء الصحراء، وكذلك الزوجة قد سبق أن تلقت تعليمات من الوالدة ومن رفقتها بنات جنسها ومن تلك الوصايا انتبهي "لاحظ معي" انتبهي وذلك انتبه صرعة من أولها انتبهي يا بنتي "عمش وعمتش وزوجش ... المهم عالم النساء يعرفن ذلك أما نصائح الرفيقات انتبهي أهم شيء ادخلي في "عمش وعمتش" مثل نخس الكبريت مش مهم الزوج المهم هم الأب والأم كم لو أتحدث عن حياتنا في بلاد العيب ما نقل "أحبش" يا نظر عيوني عمرك ما سمعت أحد يقولها أو يتغزل في زوجته لأنهم بطبيعة الحال في البيت الأم والأب والأخوة والأخوات وعيب تدعيها من عندهم أو تدعيك إلى غرفة النوم، على الأقل شوية وكم منذ الاختيار والدخول الأول والأعصاب كلها مشدودة ولوحة منصوبة أمامك انتبه منها وتنتبه منك وكان الاختيار ما اختاره الأب والأم واسمعوا وبعد كم حالات الطلاق وحياة نكدة يعيشها الزوجان خالية من الحنان والعطف واللين والرقة في المشاعر ودفء اللمسة وعسل الكلمة.