محمد أمين الداهية
عندما يستغل الإعلام من قبل من لا يراعون المهنة الإعلامية والصحفية ولا يعيرون وسائلهم الإعلامية سواءً المرئية أو المسموعة أو غيرها من الوسائل الإعلامية الاتصالية الأخرى أدنى اهتمام أو توخي المصداقية والحيادية في الرسالة الإعلامية التي غالباً ما يتعامل معها الجمهور بجدية مطلقة، وتزداد المشكلة تصعيداً عندما يكون الجمهور أو المتلقي من النوع الذي لا يعطي للقضية التي تطرح عليها أبعادها أو الأهداف التي تكمن وراء نشر مثل هذه الإساءات التي تأتي عبر وسائل الإعلام ولعل ما تناولته وسائل الإعلام المحلية والعربية بمختلف وسائلها خاصة المواقع على الانترنت حول ما بثته قناة دبي الخليجية الفضائية في مسلسل "طائر حائر" وحلقة السعيدة التي تبث في منتصف شهر رمضان المنصرم والتي شارك فيها ممثلون يمنيون وهم الفنان يحيى إبراهيم وعقلان مرشد وممثلون خليجيون وقد تضمنت الحلقة إساءات للمجتمع اليمني بشكل لا مبرر له سوى استهداف واضح أراد من خلاله مؤلف ومخرج العمل إسقاط أشياء قد تدور في عقلية طاقم العمل، أما أخواننا في دولة الإمارات الشقيقة فتربطنا بهم علاقة حميمة، وأن كانت سفارة بلادنا بالإمارات قد رفعت شكوى واستنكار على تلك الحلقة "السعيدة" واستياء الجالية اليمنية هناك وردود فعل متوقعة من قبل المشاهدين اليمنيين الذين تناولوا الحلقة بعد مشاهدتها على أن محتواها إساءة لليمنيين الذين لا يقبلون أبداً مثل هذا الاستهتار الذي يقوم به طاقم عمل المسلسل لأغراض لا تعبر إلا عن مدى قصور الوعي لدى مؤلف المسلسل ومخرجه، وإن كان الفنان يحيى إبراهيم قد برر للزميل أكرم الحاج المسؤول الإعلامي بنقابة الفنانين اليمنيين على إثر اتصال هاتفي أجراه ابن الحاج مع يحيى إبراهيم إلا أن تلك المبررات التي طرحها يحيى إبراهيم ضعيفة إلى حد ما مع احترامنا الشديد لشخص الفنان يحيى إبراهيم كيف لا وابنه يحيى إبراهيم في المسلسل شبهها مخرج العمل والمؤلف أنها رخيصة وفي متناول كل من كان يتهافت عليها للزواج في مشاهد الحلقة، حتى وإن كان هناك مشاهد أو لقطات هو أن بعض الشيء من انزعاج المشاهد اليمني عندما قال الفنان يحيى إبراهيم في إحدى المشاهد: أنا جيت أشتغل بعرق جبيني" إلا أننا في الأخير لا نقبل اساءات مثل هذه تصدر في الحقيقة من مؤلف المسلسل جمال سالم ومخرجه السوري عارف الطويل.