شكري عبدالغني الزعيتري
أعلن بوش سابقاً بأن إيران محور الشر وكرر هذا في محافل دولية وفي مهرجانات شعبية ولقاءات إعلامية كثيرة كما أن إدارته ترى بأن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أن إيران أعظم خطر يواجهها في منطقة الشرق الأوسط وعند الإدارة الأميركية إيران أخطر من الإرهاب دول أخرى مثل سوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرهن؛ لأن إيران تربطها صلات وثيقة بجماعات إرهابية كتنظيم القاعدة في العراق وجماعات طالبان في أفغانستان وحزب الله في لبنان، وأيضاً ترى الإدارة الأميركية أن خطر إيران يأتي من دعمها للحركات المناهضة لأميركا في بلدان متعددة لبنان وأفغانستان والعراق وسوريا وحتى خارج منطقة الشرق الأوسط في أميركا اللاتينية، وأنها تسعى إلى ربط علاقات وثيقة مع حكومات مناهضة لأميركا الجنوبية، والنقطة الأهم لدى الولايات المتحدة الأميركية وإداراتها المتعاقبة "أن إيران تطور أسلحة نووية وبأنها قد تمتلكها في غضون خمس إلى ثمان سنوات. . . . " لهذه الأسباب وغيرها. . . تروج الإدارة الأميركية الحالية في زمن بوش. . . وستروج الإدارات القادمة الجديدة ولمن سينتخب رئيساً لأميركا في الشهر القادم نوفمبر 2008م "سواء اوباما أو كيلين". . مع علم الجميع "دولاً وشعوباً" أن الحقيقة هي المصالح الأميركية وابتزازها بالهيمنة العسكرية الأميركية. . والتي قد تكسر من قبل إيران مستقبلاً وهي دوافع الإدارات الأميركية المتعاقبة ورؤساؤها لاستهداف إيران والتأليب الدولي ضدها وبالمقابل ترد إيران وحكوماتها المتعاقبة بالقول بأن برنامجها النووي:
(1)- سلمي.
(2) أنها قد زودت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقرير كامل عن برنامجها النووي وسوف تواصل تقديم التقارير المطلوبة.
(3)- تقول إيران أنها واضحة وصريحة في تعاملاتها مع بقية دول المجتمع الدولي.
(4)- أن برنامجها النووي مخصص لإنتاج أقل كلفة وأكثر حفاظاً على البيئة من الطاقة الكهربائية لتلبية حاجات "66" مليون نسمة. .
"طيب" إذا سألنا وبشكل حيادي: ماذا نتوقع أن يكون موقف إيران أن يكون عندما تعلن دولة عظمى الولايات المتحدة الأميركية على لسان رؤسائها وإداراتها المتعاقبة أن إيران شر على العالم. . ؟ وماذا نتوقع أن يكون موقف إيران أن يكون عندما تسعى الدولة العظمى لتأليب المجتمع الدولي ضدها وضد علاقاتها الإيجابية مع دول العالم وضد مصالحها مع الدول. . ؟ وماذا نتوقع أن يكون موقف إيران أن يكون عندما ترى نفسها خاضعة لتهديد السلطة العسكرية للولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى عدوها في المنطقة "إسرائيل". . ؟ وماذا نتوقع أن يكون موقف إيران أن يكون عندما ترى نفسها محاطة بالقواعد العسكرية الأميركية من كل جهة فمن الجنوب تموضعت قواعد عسكرية أميركية في دول الخليج ففي الكويت يوجد معسكر "آريفجان" وهو يبعد حوالي "40" ميلاً جنوب مدينة الكويت وهو القاعدة الأميركية الرئيسية في الكويت، وفي قطر يوجد معسكر السيلية وقاعدة العديد الجوية ويعتبر معسكر السيلية هاماً لأنه كان مقر القيادة التي تشرف على إدارة المعارك في عملية غزو العراق وتعتبر قيادة العمليات الجوية المشتركة وإدارة القوات الجوية في المنطقة، والتي أصبحت بديلاً عن مركز العمليات الجوية المشتركة وإدارة القوات الجوية التي كانت في قاعدة الأمير سلطان الجوية خارج مدينة الرياض أضف إلى أن هذه القاعدة "العديد" في قطر استخدمت 2001م لدعم العمليات التي جرت في أفغانستان والخليج، وفي البحرين "بمدينة النعامة" توجد إدارة الأسطول الأميركي الخامس وقد استخدمت قاعدة الشيخ عيسى الجوية في الحربين على العراق، وتستضيف الإمارات العربية المتحدة قاعدة الظفرة الجوية كما سمحت عمان للولايات المتحدة الأميركية بانطلاق قاذفات القنابل "b-ib" وطائرات الشحن "c-130" والباخرات الحربية "ac-130" من قواعدها الجوية في كل من "مسيرة وسيب وثمرايت". . ومن الشمال تموضعت قواعد عسكرية أميركية في جمهوريات وسط آسيا، فقد حرصت أميركا على رفع درجة الهيمنة في وسط آسيا بعد الحرب على أفغانستان بأن تموضعت بقواعد عسكرية في جورجيا "فازياني" و"فرجستان" و"ماناس" وفي طاجكستان وأوزباكستان قاعدة "قريش" و"خاندباد". . وفي المحيط الهادي تموضعت قاعدة "دييغو غارسيا" وتعتبرها أميركا قاعدة هامة جداً في الصراع لتقديم المساعدات الإدارية بالإضافة إلى القواعد الموجودة في جنوب غرب آسيا في جورجيا "فازياني" و"فرجستان" و"ماناس" وفي طاجكستان وأوزباكستان قاعدة "قريش" و"خاندباد". . . بالإضافة إلى القواعد الموجودة في جنوب غرب آسيا. . ومن الشرق تموضعت قواعد عسكرية أميركية في أفغانستان قاعدة "باغرام وقندهار وخوست ولورا ومزار شريف وبولي قندهار". . ومن الغرب تموضعت قواعد عسكرية أميركية في العراق وتركيا.
فبعد هذا الإعلان الواضح والصريح والعملي بامتياز "100%" من قبل أميركا والذي يقول بأن إيران تحت "المطرقة والسندان" وتحت التهديدات العسكرية الأميركية المستمرة، وأن احتمال الاعتداء عليها وعلى سلامة وأمن شعبها وسيادتها وارد في أي لحظة ما لم تؤمن نفسها وبما استطاعت من القوة العسكرية. .
فأمام هذا كله: ماذا ينتظر أن تتصرف أن تأمر شعبها بفتح صدورهم لرصاص وقتل وتقتيل الأميركان لهم. . ؟؟ وأن تأمر شعبها برفع الورود الحمراء والبيضاء أمام الجنود الأميركان وأن احتلوا ودخلوا بلادهم. . "هزلت والله أن يكون ذلك من شعب مسلم. . وأن رضي زعيمه وحكومته". . وأخيراً وفي تفنيدنا هذا لك عزيزي القارئ: أليست أميركا هي الشر كله. . ؟ وهي من تعلن العداء والاعتداء. . ؟ إذن فما ضر إيران ما فعلت ويعقل بأنها طلبت السلاح النووي لتأمن شر أميركا وحلفاءها؟ ألم يسبقها في الشرق الأوسط امتلاك إسرائيل لهذا السلاح النووي فلماذا لم ينتقد ويلقى الاعتراضات. . ؟
نخلص بالقول العالم في فوضى، ودوله في تخبط. . والأمم المتحدة صاحبة المبادئ الإنسانية والدولية المعلنة قد اشتريت وهو "دمية". . والمصالح فوق كل اعتبارات إنسانية. . وأصبح البر كالبحر السميك الكبير يأكل السمك الصغير. . إذن أمام هذا كله يحق لكل من لا يأمن على نفسه أن يسعى إلى تأمين نفسه أفراداً أو دولاً، والبادي "أميركا" أظلم وهي من ابتدعت ودفعت إلى المتحصن والعداء. . ولتجني ثمار كراهية الشعوب لها في المستقبل "قرب أم بعد". <
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الإلكتروني:
Shukri - alzoatree @ yahoo. com