كروان عبد الهادي الشرجبي
رسائل ... رسائل... رسائل... واحدة بالدمع وواحدة بالفرح وواحدة بالغيرة وأخرى بالجنون وكلها بالحب.
رسائل تعيد الينا بهجتنا وحبنا للحياة، رسائل تصنع أحلامنا وتصفع أعداءنا ونختال بها وتختال بنا رسائل يقرؤها الجميع لأنها تستحق القراءة ، خصوصيتها الجميلة أنها مقروءة للكل، رسائل تجرحنا وأخرى تداوي جراحنا، ورسائل نكسب فيها أرواحنا في لحظة صفاء لا تتكرر أو في لحظه خاطفه نستحضر فيها أغلى الأحبة لنكتب لهم بصدق عن جراحنا المخفية وآمالنا وأفراحنا ونغسل أوجاعنا بدموعها رسائل تقف شاهدة على حياة هنا وموت هناك. فهي تتربع على عرش الذاكرة هذه الرسائل التي تأتي أو تذهب كلها عزيزة وجديرة بالحب فهي لنا أومنا لا فرق.
ولكن هل فكرنا يوماً أن نكتب رسالة لأنفسنا نقرؤها بعد سنين لندرك كم تغيرنا، قد نرى ذلك في رسائلنا القديمة في قصاصات الورق، وحتى في صور الماضي الباهتة، سيدهشنا أن نجد رسائل تحمل صدق وبوضوح صارخ، لأنها تصور ماضينا حين كنا نراه حاضراً، ربما سنجد أن شخصاً آخر غيرنا كتبها، ولسنا نحن من خط حروفها وجنونها وقد لا يعجبنا ذلك الشخص القديم فينا، لكنه تميز بأنه كتب عنا بتعبير لا تدركه الذاكرة تماماً لأننا حين ننظر إلى أحداث الماضي ندركها بعين الحاضر الجديدة وندرك أن هذه الرسائل وسيلتنا لكشف أن الماضي السعيد ليس سعيداً دائماً ولنحب حاضرنا فنسعد.
الرسائل عالم من الدهشة تجعلنا نسعى إلى أن نكون في أجمل صورة لذا زخرفت الأوراق الملونة والمعطرة لتحمل سر الرسالة إلى من نريد.. وفي الآخر تظل الرسائل رمزاً للتواصل بين الأحبة والمحبين..