عبدالباسط الشميري
قادتني الظروف بالأمس القريب لمشاهدة منظر ما كنت أتمنى أن أراه، وفي مرفق حكومي خالص، نعم كان عدد من المراجعين يقفون عند البوابة بالهبل يريدون مقابلة المسؤول الأول أو الثاني في تلك المصلحة التي لا أريد أن أسميها لعل وعسى أن يعود إلى قيادات هذه المصلحة رشدهم فيستحون من المنظر خصوصاً وأن هذا القطاع يقع على شارع عام ينظر إليهم الصاعد والنازل من الشارع أمام المصلحة، لم أكن على موعد مع هذا المسؤول، بل وحدها الصدفة قادتي وكما أسلفت إلى هذا المكان لن أقول سيء الصيت؛ لأن من يسيء لهذه الجهة أو تلك هو المسؤول الأبرز وليس الموظف البسيط بالفعل، فعندما نظرت إلى ضابط الأمن بالبوابة وهو يقول لي وباستحياء اتصل بالأستاذ "...." قلت له سأفعل فلا تبتئس وواقع الحال في نفسي فقط يقول وهؤلاء البشر من سيدخلهم؟ ومن سيسمح لهم بالمرور دون الاتصال بالأستاذ"..... "، إنها واحدة من المآسي التي يواجهها المواطن اليمني في بعض المؤسسات ليس كلها، فالحق يقال فهناك مؤسسات وإدارات وشركات أبوابها مشرعة لكل الناس ومن بداية الدوام الرسمي حتى نهايته، ورغم ذلك فإن هذا لا يمنع أيضاً أن نقول الحقيقة وننتقد الأداء السلبي في هذه الوزارة أو تلك، وحتى عند النقد فنحن لا نبالغ بل نحاول قدر الإمكان التخفيف من وطأة ذلك علينا وعلى المواطن.. هذه الحادثة ذكرتني بعهد الدكتور/ سيف العسلي عندما أوكل إليه تقلد منصب وزير المالية قبل سنوات قليلة، وبالصدفة أيضاً آنذاك رافقت أحد الزملاء أثناء مراجعته لوزارة المالية وكان بيده ملف مليء بالأوراق قدم به من وزارة أخرى، يومها قال لي صديقي: هذا الملف مر على وزارتين وأخذ من الوقت قرابة أربعة أشهر ليصل إلى هنا، متسائلاً في معرض حديثه يا ترى كم سيأخذ من الوقت في هذه الوزارة؟ أتذكر أنني أجبته آنذاك قد تحتاج الشهر قال ربما صديقي يومها سلم الملف للطباعة في إحدى الإدارات وقيل له فلتعد غداً لتستكمل الإجراءات، يومها لم نأبه بالموعد وتأخر صاحبي ليوم آخر أو يومين واصطحبني أيضاً وتفاجئنا بالفعل ولأول مرة وقد انتقل الملف تلقائياً إلى مكتب الوزير، والذي أذهلنا أيضاً هو استكمال الإجراءات وبسرعة غير متوقعة بل إن الأغرب من هذا كله عند عودة زميلي برسالة للوزارة التي يعمل بها طلب منه صورة من الملف وقد سلم الملف إلى وزارة المالية ومن الصعب الحصول على صورة منه لكن ما لقيه صديقي هناك دفعه للعودة إلى، وبالفعل عندما طلب نسخة من الملف لم يسلموا له الملف ليقوم بتصويره على حسابه الخاص خارج الوزارة بل تم تصوير الملف داخل الوزارة وسُلم للرجل.. هذه حقيقة وشهادة صدق نقولها ولا نريد من وراء ذلك جزاءً من أحد ولا شكورا، إن السمعة الحسنة تظل تلازم هذا المسؤول أو ذاك وإلى الأبد والسيئة أيضاً، فاللهم يسر على من يسر وسهل على خلقك، وصعب على من صعب على خلقك، اللهم آمين.<
abast66 @ maktoob.com