محمد أمين الداهية
أزمة اقتصادية عالمية الدولة العظمى في العالم وكأنها على مشارف الانهيار، الأزمة المالية وكأنها جاءت دون سابق إنذار رغم التقارير والتحذيرات التي صرخ بها سياسيون ومحللون وعلماء اقتصاد وعباقرة إدارة و..و..إلخ هذا على المستوى العالمي، وما يواجه زعماء الاقتصاد من مشاكل لا نعلم عواقب هذا الانهيار كوننا بعيدين عن عالم الاقتصاد ومشاكله، ولكن تبقى تلك المؤشرات التي يدلي بها ذوو الاختصاص والذين يقولون بأن المشكلة خطيرة وسيصل صداها أرجاء العالم، وهذا شيء مرتفع ولا يحتاج الأمر إلى التهوين من هذه الكارثة ومحاولة إقناع المواطن الغلبان بأنه سيكون في منحى عن هذه الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم، المهم أن العالم يواجه خطراً بسبب تعجرف الدول العظمى وفشلها في رسم أو بالأحرى تنفيذ خططها الاقتصادية والمالية، التبعات ستطال الدول العظمى والصغرى وما دام الأمر كذلك فيا ترى ما الذي سيعده لنا خبراؤنا وأبطال الاقتصاد في بلادنا إذا لم يكن التفوق على هذه الأزمة بالأقل التعايش معها؛ لأن التعايش هذه المرة سيكون صعباً للغاية؛ لأن الأزمات السابقة العالمية والشبه عالمية أو عربية كانت على قدر من أن تستوعب حتى وإن كانت تلك الأزمات قد شملت دول العالم، بينما كانت الدول العظمى تعطي مبررات لتلك الأزمات وتصريحات عن إمكانية تجاوزها، أما الأزمة الحالية والتي لا تعرف الدول العظمى لها أدنى حلول، فلا شك أنها ستكون الفاصلة وسيكون من خلالها تحديد مصير دول بأن تكون أو لا تكون، وهذا لا يعني علم الغيب أو التنبؤ عن طريق الأحلام، هذا كلام اقتصاديين ومحللين سياسيين وهم أدرى الناس بمشاكل العالم، وحسب تعبير البعض الآخر من المحللين والذين أرجعوا سبب هذه الأزمة المالية الشرسة إلى المعاملة الربوية التي شملت أنحاء العالم وذلك عن طريق القروض المالية التي تتبعها أرباح خيالية والابتعاد عن ما نهانا الله سبحانه وتعالى عنه في القرآن الكريم وأيضاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الشريفة، فالآيات والأحاديث واضحة وجلية فيما يخص الربا والتعامل به، حتى وإن كانت هذه الأزمة سببها الدول العظمى وعلى رأسها أميركا إلا أن الربا والمعاملة بالفوائد الغير شرعية قد عمت وشملت أنحاء العالم، وما دام العالم كله قد تلطخ بداء الربا الخبيث فلا غرابة أن تشمل هذه الأمراض دول العالم، ولله في خلقه شؤون ويمكن حل المشكلة بالنسبة لنا بأن نستقيم على الطريقة.<