محمد أمين الداهية
لا شك ولا ريب أن الشباب هم اللبنة الأساسية التي يقوم على عاتقها البناء المنظم والسليم لإنشاء مجتمع قوي ومتماسك خالي من أفكار الحقد والتطرف والتي لطالما كانت سبباً رئيسياً في خراب وتدمير مجتمعات كانت آمنة مطمئنة يعيش أفرادها في خير وأمن وسلام، ولكن وسبب الغلو والتطرف وعدم الفهم الحقيقي من قبل من يغرر بهم لمعنى حب الوطن ولمعنى الأمن والاستقرار، ولمعنى التضحيات التي قدمها أبطال الثورة الذين وهبوا دماءهم وأرواحهم من أجل إنشاء مجتمع ديمقراطي حر ينتج أجيالاً وشباباً يكون على عاتقهم رقي الوطن وتقدمه والنهوض به ليكون في يوم من الأيام شامخاً يفخر بتضحيات أولئك الأبطال الذين فعلاً حققوا لهذا الوطن الحرية والانتصار على كل شيئاً كان يعيق وطننا الحبيب ويحجب عنه مجاراة دول العالم في التقدم والرقي، وأيضاً الانتصار على من لطخوا بأقدامهم أرض جنوبنا الحر الأبي، وفعلاً استطاع وطننا الحبيب أن يأخذ مكانه بين دول العالم واستطاع الشرفاء أن يحققوا الإنجازات العظيمة والمبهرة، ولكن ورغم النمو والتقدم الملحوظ في يمن الخير والسلام إلا أن الاعاقات وأعمال الدمار والقتل استطاعت أن تأخذ مكانها واستطاع أعداء السلام أن يحققوا شيء مما يسعون لتنفيذه من خطط إجرامية تهدف للنيل من وطننا وكل شيء جميل، حتى وإن باءت تلك المحاولات بالفشل، إلا أن هناك من يوجد ويعمل لإدخال وطننا في منازعات على مستوى العالم، هناك من يريدون لوطننا أن يطلق عليه وطن الإرهاب، فإذا أطلق على بلادنا مثل هذا الاسم واستطاع أعداء الوطن أن يجعلوا من وطننا بؤرة للإرهاب، الغير موجود بالشكل الذي تتناقله وسائل الإعلام العربية والعالمية، فهذا يعني جر الوطن وأبنائه إلى ما يحمد عقباه، فإذا كان شبابنا ينقصهم الوعي عن ما يحاك ويدبر لوطنهم، فمن المسؤول على نشر الوعي بين أوساط شبابنا على مستوى الجمهورية؟ أين دور وسائل الإعلام التي من واجبها إيصال رسائلها التوعوية إلى كل شبر كم أرجاء وطننا المعطاء؟ أليس من الضروري وجود مركز إعلامي توعوي في كل مديرية من مديريات الجمهورية، حتى وإن وجد هذا المركز فأين دوره التوعوي والتثقيفي لأبناء المديرية المحسوب عليها، الشباب هم من يصنعون المجد وأيضاً هم من يمكن جعلهم واستخدامهم معاول لهدم الأوطان، فإذا كان الأمر كذلك فيا ترى ما هو الحل؟ وما هي الطريقة التي يمكن من خلالها إنشاء شباب متعلم عنده القدرة والمعرفة والوعي السليم لقضية "أين تكمن مصلحة الوطن"؟!