حسن بن حسينون
الطفيليات عزيزي القارئ هي تلك الجراثيم أو الميكروبات الضارة والخطرة التي لا تعيش إلا على حساب الإنسان وجسمه، وإذا لم يتم كشفها ومقاومتها بمختلف أنواع الأدوية والمضادات الحيوية فلا شك أنها سوف تعمل على امتصاص الدماء وتحول الجسم إلى هيكل عظمي شاحب اللون غائر العينين يسير ويتأرجح في سيره حتى يسقط أرضاً وينهار بعد أن تمر فترة طويلة من الاحتضار يكون مصيره الوفاة.
هناك أنواع كثيرة، من الطفيليات التي تغزوا جسم الإنسان إذا لم يتم تحصينه مبكراً ومقاومتها بمختلف الأدوية والمبيدات، وفي أغلب الأحيان فهي غير مرئية ولا يمكن كشفها بسهولة إلا بعد مرور فترة من الوقت تظهر عندها العلامات والمضاعفات الظاهرة والبارزة للعيان ولكن بعد فوات الأوان في أحيان كثيرة ومن الأمثلة على ذلك طفيليات الملاريا "MALARIA"، وكذلك جميع الديدان المعوية التي تعيش على دماء الإنسان، ولقد ابتلي الشعب اليمني وذهب ضحية هذه الآفات عبر مراحل التاريخ قبل اكتشاف المضادات لها والتي تمثل الأدوية الحديثة والثورات الوطنية كالثورة الوطنية التي قضت على مختلف تلك الأمراض والآفات وقد تحرر المجتمع اليمني منها ومن أخطارها الجسيمة وجاءت نتائجها الأخيرة بفضل الثورة اليمنية الثالثة بقيادة الزعيم الوطني/ علي عبدالله صالح.
ومن الطفيليات الأخرى عزيزي القارئ هي حشرة الأرضة، وإذا كانت الجراثيم هي التي تغزوا وتنخر جسم الإنسان وتحوله إلى هيكل عظمي فإن هناك حشرة الأرضة التي تنخر كل شيء وتحوله إلى رماد تذروه الرياح كالكتب مجلدات بحالها وأخشاب مهما كانت صلبة وقوية، حتى أن جزءاً كبيراً من المخطوطات والتراث العربي الإسلامي قد قضت عليه تلك الآفات الحشرية وكان لذلك خسارة ثقافية وتاريخية كبرى.
وإذا كان هناك جراثيم وطفيليات حشرية فإن هناك أيضاً طفيليات بشرية قد ابتلي بها الشعب في الجنوب اليمني وخاصة ما قبل وبعد استقلال الوطن، ومن بين تلك الطفيليات هم من يتباكون اليوم على فقدان الجاه والنفوذ بعد الوحدة وفتنة الحرب والذين ظلوا يأكلون ويستهلكون كل شيء ولا ينتجون شيئاً على الإطلاق عدى إنتاج القات، ومنهم على سبيل المثال تلك الأرتال البشرية من الطابور الخامس ومنتجي القات الذين ظلوا ينعمون بخيرات وبثروات الجنوب وينخرون جسمه حتى حولوه بالفعل إلى هيكل عظمي، ولكن والحمد لله وبعونه تم إنقاذ الجنوب وشعبه من تلك الآفات وتلك الطفيليات إلى الأبد بفضل الوحدة وصيانتها وعزيمة وإرادة الشعب اليمني والقائد الرمز/ علي عبدالله صالح، ومن بقي من تلك الطفيليات البشرية فلا لوم عليهم فهم يستحقون الإشفاق من قبل من يجهلون مخاطرهم وحقيقتهم، والمطلوب هنا تركهم وشأنهم يتباكون ويذرفون الدموع على حكم وجاه ونفوذ سقط من بين أيديهم فجأة، دعوهم يتخبطون ويهيمون في كل اتجاه ويبحثون عن من يعيد لهم مجدهم الذي ضاع، دعوهم يتسكعون في أحياء وحواري وشوارع وباصات وحدائق لندن وواشنطن وباريس، دعوهم يرفهون عن أنفسهم بالبكاء والنحيب والغرق في النوم العميق وأحلام اليقظة والمنام الوردية جرياً وراء الأوهام والسراب الكاذب، دعوهم يستخدمون في أحاديثهم وكتاباتهم جميع الكلمات والعبارات والألفاظ البذيئة والوضيعة والسوقية تجاه كل من كشفهم وعراهم للملأ بأنهم يمثلون حقيقة جراثيم وطفيليات ضارة وخطرة تخلص منهم الشعب اليمني إلى الأبد ولم يتمكنوا من معالجتها، فادعوا لهم بالشفاء العاجل حتى يعودون إلى صوابهم ويعرفون حقيقة أمرهم، وحتى يصبحون مواطنين صالحين، فاليمن كما قالها فخامة الرئيس يتسع للجميع ويقبل الصالحين منهم ولا مكان فيه للطفيليات أياً كان نوعها فإن عدم القضاء عليها واستئصالها بالكامل فاليمن والمواطن اليمني سيظل يعاني منها وسوف تبقى تنخر جسمه باستمرار وذلك ما لا يقبله كل مواطن في اليمن.