*نزيه عبدالله
كثير من الأسئلة يطرحها العامة من الناس عن أحداث الشغب العارمة التي تشهدها محافظة أبين عن غيرها من المحافظات التي يسودها الأمن والاستقرار.
وباعتباري أحد المتابعين بشغف لمجمل الأحداث التي تشهدها محافظة أبين وخاصة في كبرى مديرياتها خنفر - جعار والوصول إلى قلب العاصمة زنجبار وقفت حائراً أمام تلك الأعمال وتساءلت كما تساءل غيري من العامة لماذا محافظة أبين تتصدر العناوين والمنشتات الصحفية "أخبار أبين ..اليوم" انفجار وغداً اختطاف سيارة وجندي وبعد غد استهداف دورية عسكرية.
والمستغرب في ذلك أن الأجهزة الأمنية تعرف جيداً تلك العناصر أين تتواجد وتتابع تحركاتهم أول بأول ولكن كما يقول المثل نسمع "جعجعة ولا نرى طحناً".
المسؤولون في أبين تصريحاتهم رنانة بأنهم قد قبضوا على تلك الجماعة التي تقوم بعمليات التفجيرات في جعار وزنجبار.. أين هم الأمن؟ ومن الذي يقوم بعمليات التفجير وسرقة كابلات الضغط العالي لمشروع مياه عدن الكبرى؟ قيل أنهم عشرة وما زالوا يعملون تلك التفجيرات وأن الأمن قد عجز عن القبض عليهم.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الأمن في محافظة أبين غير مستقر؟ ومن يمول تلك الجماعات التي تسرح وتمرح في أرجاء المحافظة؟ أين دور المجالس المحلية على مستوى مديريات المحافظة الذي صوت لهم الشعب من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره؟ وأين دور الأجهزة الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني حيال ما يدور في محافظة أبين؟
وفي اعتقادي إن وصول محافظة أبين إلى عدم الاستقرار الأمني وتسجيل فقط مديرية خنفر كبرى مديريات المحافظة الإحدى عشرة مديرية أعلى نسبة للجريمة يعود ذلك إلى القيادات الفاسدة والمنحطة التي ظلت تتمسك بالكرسي منذ سنوات، وفي حالة استبعادها تلجأ إلى تحريض عناصر لها صلة بهم في زعزعة أمن واستقرار محافظة أبين التي تتمتع ببيئة استثمارية ناجحة قلما تجد ذلك في المحافظات الأخرى خاصة فيما يتعلق بالأسماك والزراعة والصناعة وغيرها من الاستثمارات التي يمكن أن تصل هذه المحافظة مثل زميلتها حضرموت التي تتمتع ببيئة استثمارية جيدة وأمن واستقرار دائم.
وأخيراً ندعوا قيادة السلطة المحلية والتنفيذية في المحافظة أن تضع في أجندتها الاهتمام بالأمن وكوادر المحافظة المهمشة والمعروفة بفن الإدارة بعيداً عن التصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.<