علي راشد علبان
حين نأتي نتكلم عن المبادئ والقيم بطبعنا اليمنيين ننتقل من موضوع إلى موضوع ومن نقاش مشكلة تحتاج منا حلولاً إلى وقوعنا في مطبات من المشاكل، سنة وثمانية أشهر والتنظيمات السياسية "تعصد وتعجن" حول التعديلات الدستورية وقانون الانتخابات ووصلت إلى مجموعة من الاتفاقات أو رؤا اتفاقية وقع عليها أصحاب الحوار وفي لحظة العمل والفعل والتنفيذ "دخلوا شياطين الجن وشياطين الإنس" من لهم باع طويل في تعكير صفو الفرقاء والأصدقاء لتذهب تلك الفترة الزمنية والشوط المقطوع الناجح إلى ما يسمى مرجعية دراسية للحاجة أو للاستفادة والإطلاع على ما مدى الخيبة في العقلية التي يراد منها أن تصلح الأوضاع والأخرى لوجه الآخر للحكم التي فقدت مصداقيتها ليس لدى الشارع العام، وإنما لدى النخب المثقفة والسياسية المفكرة.
الحديث ذو شجون حول أحوالنا والبحث في حلول مشاكلنا بشكل عام سواءً أمنية أو اقتصادية أو سياسية أو تعليمية، ولهذا نجد أنفسنا في "هذيان" سلطة ومعارضة ومسؤول ومواطن وكلنا جميعاً يشكي بعضنا من بعض وصغيرنا من كبيرنا وعاقلنا الجاهل من جاهلنا الجاهل، فالصغار يقلدون الكبار كما إن أفعال الكبار مثل الصبيان ولا نتعظ ولا نتوب إن نحن قد اقترفنا ذنوباً في حقنا وفي حق غيرنا وترى الواحد مستعد يغالط ولو كلفه ذلك جهد ومال وتلطيخ سمعة وشرف ومبدأ كون ذلك ليس في الحسبان وإنما هو هدره من ذلك الهدار في الخطب والاجتماعات حتى من يدعي النزاهة بل والخوف من الله تجده في وادي والكلام في واد آخر، قد يحدث أن تسمع خطيب الجمعة يصرخ من المنبر للناس أن لا يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل ويدلوا بها إلى الحكام ويسعى بلحمه وشحمه ليغير وجه الحقيقة إلى باطل، نفس ما يفعله السياسي الذي لا يتورع كون القاعدة "الغاية تبرر الوسيلة"، وقد يحدث أن تسمع من وزير ما في جهة ما بأنه قد فعل وحاسب وقرر وقدم وأخر وطور والحقيقة عكس ما قال، فمثلاً نسمع إنه ممنوع منعاً باتاً كذا كذا كذا لا أريد أن أذكر تلك الجهة التي أكثرت من كلمة ممنوع حتى كثرت سقطاتها، فصار كل الناس من ساخر وشامت وقد تواجه وزير في جهة ما وقلمه مرسل على طول لا مانع، وآخر يضيف "إذا" ورغم قلة الأحرف في "إذا" يعني بالمفهوم العام فيها "إن" كم نقرأ من تعاميم وتعليمات للمكاتب التي تتبع تلك المؤسسات الحكومية، وللأهمية استلام التصميم بتوقيع يؤكد علمه بالاستلام والعلم وللأسف الله لنا ما هو علينا رغم إننا "عيال تسعة" لكن عيال الخالة ما يستوون، مسؤول ما يستحي ويشخط وينخط ما بش من يقله بس، وآخر العين مفتوحة عليه وآخر يعلم عليم السماء من وراء بقاءه يعبث في منصبه ويسرح ويمرح، نسيت أذكركم حتى فئات الشعب العاديين صار لدى البعض أن الرجال هو الذي يتخذها فرصة حين يحوز بمنصب ويلهف ما لهف، ولذا تجد أكثر أولئك يجتمع حولهم مجموعة من الاستغلاليين والمنتفعين وبلاطجة من كل شعرة ولون، بلاطجة أراضي وسماسرة الوظائف وهنا وهناك، وطابور طويل عريض لا يفي أن أسرد ما في جعبتي في هذه اللحظة لكن يقول المثل "الزمن مدخل مدخل..".<