كروان عبد الهادي الشرجبي
هل جلست يوماً تتكلم مع نفسك وكأنك تكلم شخصاً أمامك وتجاذبت معه أطراف الحديث؟ أو هل تناقشتما في أمور قد تكون من الأهمية بحيث أنك لا تستطيع أن تحدث بها شخصاً أخر؟، هذا ليس جنوناً وإنما هي حقيقة، وأظن لا بل أجزم أن الكثير منا يلجأ إلى هذا الأسلوب خصوصاً عندما تحين ساعة النوم، لا أدري لماذا تطرأ أو تخطر على بالنا كل الأمور؟
على العموم لقد خطرت على بالي عدة تساؤلات وأردت أن أبوح بها إليكم علها تجد من يحيب عليها.
لماذا تغيب الأوقات الصعبة والمواقف المرة عن أعين كثير من الناس حين يكونون على كراسي البهجة والنعيم والقرار؟،ألا يرون أو يعملون أن الأيام تدور وأن المر الذي يطعمونه سواهم لا بد وأن يذوقه ذات يوم قريباً كان أو بعيداً ولماذا لا تصحوا ضمائرهم ويشعرون بالندم إلا حين يقع الفأس في الرأس ولا يبقى إلا الحزن والحسرة؟
لماذا دائماً نضع اللوم على الدنيا وهي إلى زوال؟ ولماذا يحمل الواحد منا ضده؟ ولماذا لا نتمنى لسوانا ما نتمناه لأنفسنا؟ ولماذا تقهرنا سعادة الآخرين ويحرقنا علوهم ويدمرنا نجاحهم؟، ولماذا تكون على استعداد دائم لفعل أي شيء يعرقل ممن لا تربطنا به مصلحة ونحاول أن ننتزع اللقمة من فمه ونرميها في فمنا؟ ولماذا لا نصفق في أغلب الأحيان إلا للخاسر؟
لماذا أصبحت الحقيقة غائبة وأصبح الصريح منبوذاً والمنافق محبوباً؟ ولماذا نتلفت حين ننوي الكلام عن الحق؟ ولماذا نرفع أصواتنا عالياً عندما نمدح شخصاًَ؟ ولماذا نفتح الأبواب للسيئ ونغلقها في وجه الجيد؟ ولماذا يشعر كثير من الناس بغربة في أوطانهم؟
ولماذا في كثير من الأحيان يتوجب على الإنسان أن يهدر ماء وجهه لكي يكسب عيشه؟ ولماذا عليه أن يأكل اللقمة المغموسة بالذل على الرغم من أنه يؤدي واجبه على أكمل وجه ؟
ولماذا وضع القانون؟ على من يطبق؟ وهل هناك من هم فوق القانون؟ ولماذا تنتشر بعض الجمل المضللة الخادعة الكاذبة مثل " الواسطة فوق القانون"؟.
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟