;

منهجية الحوار مع الآخر 721

2008-10-26 03:22:25

عبدالمجيد السامعي

ما من شك أن إتقان فن الخطاب ومحاورة الآخر مسؤولية وأمانة كبيرة في أعناق العلماء والباحثين والدعاة، فالأمة الإسلامية هي أمة الشهادة على الناس كما وصفها الله تبارك وتعالى بقوله: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، لذا وجب عليها "أي الأمة" أن تؤدي رسالتها وهي دعوة العالم من حولنا إلى الإسلام بكل الطرق والوسائل المشروعة القديم منها والحديث عبر مؤثرات العولمة الثقافية وما تمليه طبيعة الامتزاج الحضاري بين بني البشر، ومن بين هذه الوسائل عرض آيات الله تعالى التي تبدو فيها الحقائق العلمية واضحة وجلية لا لبس فيها ولا غموض، وجعلها قبساً هادياً يكشف ببرهان علمي على قدرة الله وحكمته في الخلق كما يدعو إلى الإيمان الراسخ بالوحي الإلهي الذي هو ينبوع الإسلام ومصدره.

يقول الله تبارك وتعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، ويقول أيضاً: "أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون"، ومع أن الدعاة يسلكون طريقة الدعوة إلى الله بالتفسير العلمي لكتابه الكريم فإن ذلك لا يعني إحداث مدرسة جديدة في تفسير القرآن الكريم، بل لا بد من ضوابط لهذا التفسير يضعها المفسرون والدعاة نصب أعينهم ويمكن أن يكون من هذه الضوابط ما يلي:

1- على المفسر أن لا يفهم أن القرآن كتاب علمي بحت يشرح ظواهر علمية ويكشف عن نظريات حديثة.

2- على المفسر أن لا يتكلف في إخضاع النصوص القرآنية للبحث والتنقيب في دلالة الألفاظ للغة العربية بما يوافق النظريات العلمية الحديثة.

3- أن لا يكون التفسير إلا بالمتفق عليه من حقائق علمية والتي صارت من المسلمات.

4- الحذر من الحماسة والانبهار الزائدين باكتشاف العلوم المادية في الغرب واعتقاد أن علاقة الأسباب بمسبباتها ليست أكثر من رابطة اقتران مجردة، وما العلم في أحكامه وقوانينه إلا جدار ينهض فوق أساس هذا الاقتران وحده.

أما سر هذا الكون فهو عند ذلك الإله العظيم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

والحقيقة أننا إذا عملنا بهذه الضوابط نكون قد تجنبنا المحاذير التي طالما رددها الكثير من العلماء والدعاة والمفكرين المسلمين في عصرنا الحالي الذين يرفضون التفسير العلمي للقرآن الكريم، مخافة تغير مدارك العلم الحديث واكتشافاته، وعليه فلا ينبغي أن نقف حائرين بين دعاة التفسير العلمي ومانعيه، فالمسلم الحق قد تعلم من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن الحق يلتمس في آفات الكون وفي أغوار النفس كما قال الله تعالى: "وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، ولما كانت قاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، من قواعد الشرع المقررة كان على الدعاة أن يخاطبوا العقل الغريب على مستوى إدراكه وبلسانه، والإعجاز العلمي للقرآن الكريم باب واسع يدخل منه الكثيرون من مفكريه إلى حظيرة الإسلام إذا ما أحسنا توظيفه التوظيف الأمثل والله الموفق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد