علي عليان
تخيلوا أنه لا يزال حتى الآن أصدقائي يطلقون علي الآخ علي "كوميدي" صاحب نوادر منذ سنين الدراسة، حتى أنهم إن بعض الأحيان يبالغون رغبة منهم في الضحك لأنهم محرومون ولا أبالغ إذا قلت معقد البعض منهم والبعض الآخر براءه، وحينما كنت "طبل" في الرياضيات "علمي" فقد سقطت في ثاني ثانوي بسبب "جاوجتا" وكان المدرس يعيد الدرس لي أكثر من عشر مرات ص=ص وجا وجتا، ولما اقتنع الأستاذ المصري رعاه الله وعرف أنه ينفخ في قربة "مخزوقة" وتركني على جنب في زاوية الفصل وبعدها حولت أدبي وتركت "طين" الرياضيات كوني لا أفهم الحساب، ولذلك كانت "والدتي" الله يحفظها ويرعاها كانت دائماً تعلمني حينما تعطيني مصروف دراستي وتذكرني "الاقتصاد نصف المعيشة" وصار لديها نظرة هزيلة تجاه هذه المقولة لأنها حرمتني من أشياء كثيرة، وكلما طلبت من والدتي الحبيبة تعطيني النصف، وكلما حاولت أن أعترض سمعوني "هيامه ما قلنا" الاقتصاد نصف المعيشة، ومع أن اقتصادنا في اليمن ضعيف ببركة حكماء "الكلفتة" و"الشعبطة" وذلك ما يورد إلى خزينة الدولة إلا النصف من الإيرادات والنصف الآخر يلهفوه، وعلى ذكر "اللهف" يعلم عليم السماء أين مصير إيرادات التربية والتعليم، من الاتصالات والأنترنت المربوط بنتيجة الطلاب للنتائج العامة الأساسية والثانوية، أخبرني أحد الثقاة أن العائد للتربية والتعليم أكثر من مائة مليون لا يعلم أحد بمصير هذا المبلغ غير "اثنين حبيتان" واحد صغير "لسه" نونو على مقولة أخواننا المصريين والآخر منظر جميل وخالد والحجة على الراوي، وكون المعمول به في البلاد عند المحترفين "نص ونص" لأنه قد تعودنا على حياة "نص ونص" كما إن هناك أنصاف رجال وهم الذين يسكتون عن على مثل هذه البلاوي على الأقل اصرخ ولو نصف صرخة، حتى عندنا أيام ما كنا طلاب نكتفي بنصف حل الأسئلة من الرأس والنصف الآخر غش والبركة في التصحيح العشوائي!! أكثر المسؤولين يديرون حياتهم وحياة الموظفين بنص احترام، ولذا تجد أسوء الوزراء باقون والحمد لله طردوا الجيدين، وبقوا السيئين "طبعاً مش كلهم"، هناك عملة جيدة لا زالت في السوق، قصدي في الوزارات، وأبصم بأصابيعي العشر إن هناك مدراء وعمداء كليات سيئين وفاشلين قابعون في إداراتهم، بينما الجيدين أصحاب الكفاءة في البيوت، حتى على مستوى مدير مدرسة أو موجه أو غير ذلك، استغنوا عنه ويجلس في منزله عند زوجةٍ تستقبلة بنص عين لأنه في نظرها "غير أحمر عين" ينصب وينهب ويكذب على هذا ويخدع هذا، كم شخصيات ذو قدرات وكفاءات اختفوا وكان وراء اختفائهم ظهور خفافيش ظلام رأس مالهم النكتة للمسؤول الكبير وبالصلاة على الرسول "طلع وزير" نص خمده..!! وهكذا يتقاسمون كراسي المقدمة ونحن وأنتم في المؤخرة نصفق ونبصم بالعشر إن الناجح مطرود والفاشل واللص المبهرر باقي ونص حتى نفهم ولو نصف الدرس.