علي منصور مقراط
جاءت المبادرة الرئاسية لفخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح بالتواصل مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك من خلال تكليفه لمستشاره السياسي د/ عبدالكريم الإرياني في الوقت المناسب واللحظة الهامة والحاسمة، وهذه المبادرة التي عبرت عن الموقف المسؤول والاستشعار الوطني بأهمية مشاركة كافة أطراف العملية السياسية في الاستحقاقات البرلمانية القادمة قد أكدت بلغة الفعل السياسي وحرص الرئيس على نجاح الانتخابات والمضي في مسار النهج الديمقراطي الجاد الذي اختطته بلادنا في عهد الوحدة المباركة وأصبح محط احترام وشهادة المراغبين السياسيين في الداخل والخارج.
* الأرجح أن هذه الخطوة الحكيمة لهذا الزعيم الحكيم الذي تعاطى مع هذا المنعطف السياسي بمرونة وصبر وقوة إرادة قد وضع أمام أحزاب المشترك أمام خيارات وطنية هامة للوصول إلى التوافق وتجاوز أي خلافات أو تباينات بين القوى السياسية في داخل الساحة الوطنية وأهمية مشاركة الجميع في مسيرة العمل الديمقراطي وحضور الانتخابات البرلمانية المقبلة في موعدها المحدد باعتبارها استحقاقاً ديمقراطياً ودستورياً يهم الجميع.
* ولا شك أن تلك الأفكار التي حملتها مبادرة الرئيس ويقدمها السياسي المخضرم الإرياني للمشترك وأهمها توجيه الحكومة باتخاذ الإجراءات مع مجلس النواب التصويت على مشروع التعديلات في قانون الانتخابات والاستفتاء وإضافة شخصين إلى القوام الحالي للجنة العليا للانتخابات والأبقاء على لجان القيد والتسجيل الحالية المشكلة من التربويين وتشكيل اللجان الانتخابية الخاصة بمرحلة الترشيح والاقتراع طبقاً لما جرى في انتخابات 2006م كل هذه الأفكار والمقترحات جاءت ملبية للقوى السياسية وفي صالح المشترك الذي يجب أن يتعاطى معها بمسؤولية ودعمها ومباركتها وعدم المماطلة والتسويف الذي يعرقل أجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
* الخلاصة أن فخامة الرئيس قد قدم النموذج الوطني الحقيقي بهذه الخطوة الجديدة في الوقت الضيق وشخصياً اعتبرها الفرصة الأخيرة للمشترك لإبداء نيته في المشاركة بالانتخابات وبذلك تكون المبادرة شهادة أمام المراغبين والداعمين للعملية الديمقراطية في اليمن ومعرفة من المتسبب في عدم تصفية الملعب السياسي أمام الاستحقاق الانتخابي القادم.
هوامش سريعة
* في الوقت الذي يبدأ فيه المستشار السياسي د/ عبدالكريم الإرياني التواصل مع قيادات اللقاء المشترك مع عرض الأفكار الرئاسية يجب على وسائل الإعلام للمشترك والمؤتمر الحاكم أن توجه خطابها الإعلامي لدعم هذه الخطوات وعدم إثارة الخلافات وتأزيم هذا الحوار حتى يتحقق التوافق.
* الدكتور/ عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والنائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي الحاكم يعتبر من المرجعيات السياسية والدبلوماسية الاستثنائية التي يوكل إليها المهمات الصعبة والحساسة ولا يتراجع في تلبية نداء الوطن في كل الظروف.
* المناضل الشيخ/ محمد صالح هدران وكيل محافظة أبين وعضو اللجنة الدائمة الرئيسية العليا من أخلص رجالات الوطن الوحدويين وقائد سياسي واعي لا يفرط ولا يساوم في قضايا الوطن المصيرية، والعميد/ محمد هدران الذي عاد إلى الوطن مساء الأربعاء الفائت بعد رحلة علاجية طويلة تكللت بنجاح لفت الانتباه بحماسة للعمل الوطني ومتابعة الهم اليومي للناس، وحين زرناه لتهنئته بسلامة العودة كان في قمة التفاعل مع المشهد السياسي الراهن وفي مواقفه الثابتة يدعو هدران الجميع إلى الاصطفاف مع الوحدة والرئيس وتحت رايتها تتم الإصلاحات وتصحيح الأخطاء في جميع المجالات.<