محمد أمين الداهية
في العام الماضي حدث إعصار أصاب سلطنة عمان وبمهارة عالية استطاع الأشقاء من دولة عمان إخلاء المناطق المتوقع أن يصلها ذلك الإعصار خلال "24" ساعة، فما أن جاء الإعصار إلا وقد تم إخلاء المناطق التي أصابها الإعصار وكانت الأضرار ضئيلة جداً قد لا تذكر، وهذا ما يجعلنا نتساءل أين دور الهيئة العامة للأرصاد؟ وعلى الرغم من متابعتي وعبر النشرات الجوية كان هناك تحذير لمثل هذه الضربات والكوارث التي يتوقع حدوثها في مناطق معينة من محافظات الجمهورية، ونستطيع القول أن الهيئة العامة للأرصاد الجوي قد أدت جزءً من مهمتها في التحذير إلا أن وسائل الإعلام لم تكن بالمستوى المطلوب لتناول تلك التحذيرات والتوقعات لهيئة الأرصاد، وكان من المفروض على هيئة الأرصاد متابعة الإعلام ومطالبته بتغطية شاملة ومتنوعة، كان ذلك سيحدد وسيقلل من الخسائر التي أصابت إخواننا في المناطق التي أصابها الفيضان، فما لاحظناه هو بمجرد وقوع الكارثة وزحف المنخفض الجوي على محافظة حضرموت والمهرة وسيئون وغيرها من مناطق ومحافظات الجمهورية التي طالها شيء من الأضرار بدأت جميع أجهزة الدولة وغيرها بمختلف الوسائل الإعلامية تغطية الحدث بطريقة جادة وتم تناول تلك الكارثة حتى تم الإعلان بأن المناطق التي أصابها ضرر تلك الفيضانات مناطق منكوبة، كانت التغطية جيدة ورائعة، لكن لماذا لا تكون هناك تغطية مماثلة قبل وقوع الكارثة؟ ما هي الأسباب التي تجعل الإعلام ووسائله بعيداً عن تلك التوقعات والتحذيرات بالشكل القوي الذي من خلاله يستطيع المواطنون أن يتصرفوا تجاه ما سيواجهونه، قد يقول البعض أن السبب يكمن في عدم الدقة لما تتوقعه هيئة الأرصاد، لقد وفرت التكنولوجيا وتقنيته المعلومات الأجهزة الدقيقة التي تسمح لهيئة الأرصاد بالإدلاء بتصريحات تحذيرية بخصوص التوقعات لمثل هذه الكوارث، لقد حصلت عدة كوارث في بلادنا الحبيبة مثل كارثة الضفير وجزيرة جبل الطير وانهيارات جبل مطران في قدس وأيضاً انهيارات جبل حبشي محافظة تعز وغيرها، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى شيء من التدريب والتأهيل للتعامل مع مثل هذه الكوارث وكذلك يجب عدم الاستهتار بأي جهاز من أجهزة الدولة كبر حجمه أم قل إذا ما جاء ينبؤنا عن كارثة متوقعة، وأيضاً على وسائل الإعلام الدور الرائد في إيقاظ المختصين بالتعامل مع مثل هذه الكوارث، وكذلك يجب دعم وإمداد الدفاع المدني بما يحتاجه للقيام بواجبه بالشكل المطلوب.