شكري عبدالغني الزعيتري
شواهد ووقائع تاريخ عصرنا الحديث وما قبله على مر العصور السابقة لتاريخ البشرية ومنذ القدم منذ نشوء أول سلطة (سلطة الزعيم) في القبيلة حين تكونت التجمعات الإنسانية و سميت القبيلة وتزايد أعداد القبائل علي الأرض وتعددت لغاتها واختلفت أقوامها وتباينت أديانهم .. ومن ثم نشأت الاتحادات والتحالفات القبلية قبل تاريخ نشوء الدولة .. وبعد نشوء الدولة في العصور السابقة وتباينت أهدافها ... ووجدت الإمبراطوريات الملكية وتتطور نشوء الدولة وسميت الدولة التقليدية في عصرنا الحالي عند ظهور السياسة والحكم كعلم وصنف الدولة علي مراحل تطوراتها ونظمها السياسة الحاكمة وبعد اندثار الإمبراطوريات القديمة ظهرت الدولة التقليدية وبتطورها إلى الدولة الحديثة ظهرت نظم حكم منها ما سمي (بنظام الحكم الملكي ومنها ما سمي بنظام الحكم الديمقراطي ومنها ما هو خليط بين هذا وذاك ) وفي عصرنا الحالي وتطور علومه وجدت مؤسسات حكم وسلطات متعددة ومتنوعة في البلد الواحد ما سمي (التشريعية والتنفيذية والقضائية ) ومنذ ظهور نظم الحكم بمختلف أنواعه سوء القديم (سلطة زعيم القبيلة أو الإمبراطوريات أو الدولة التقليدية ) أو نظم الحكم الجديدة وما سمي (بالملكية أو الديمقراطية... الديكتاتورية أو البرلمانية... الخ ) وعلي مر تاريخ البشرية فان معظمها إن لم يكن كلها شهدت صراعات وتقاتل وإراقة الدماء لأجل الوصول إلى الحكم... وأصبح الحكم الطريق إلى أللإنسانية والقتل... فالإنسان بإنسانيته خلقه الله تعالى وأودع فيه أنواع من الحب (كالرحمة والود والعطف ورقة النفس)... وعلمه الله تعالى مما علم أبونا أدم ومما أنزل على رسله وأنبياءه لتعليم البشر فضائل الأعمال التي تربي النفس الإنسانية على فكرة الخير وعظائم الكمال والجمال وقيم الأخلاق ومبادئ المعاملات الإنسانية التي تربي النفس عليها... فترى الإنسان فاضلاً... مغروساً في نفسه نور الإيمان وقيم الأخلاق والأعمال والحب والميل نحو فضائل الأعمال فأن أصابته السيئة قابلها بالحسنة وأن بلي بالخيانة رد بالوفاء... وأن واجه البغض قابله بالعفو ... وغير ذلك من فضائل الأعمال وهذا ما فطر الله تعالي البشر علية من أعمال الخير والإنسانية ... وعندما يمارس الإنسان السياسة ويعتلي كرسي الحكم تراه قد تغير وتبدل حاله فيكون نقيض ما ألفه الناس وممن حوله وكان يوما ما واحد منهم وإذا به يبتعد أكثر فأكثر عن الفضيلة .. فيسأل الناس ممن حوله ما الذي جرى له وغير طباعه...؟ فيقولون هي السياسة والحكم... وتذهب إلى تحليل واقع السياسة سواء في العصور السابقة أو عصرنا الحالي وعلى فترات تطور حياة البشرية فتجد السياسة كانت وما زالت تحمل في باطنها صفات الرذائل: (المكر..الكذب..الخداع..المراوغة..المصلحة...الخ) والسياسي يقال له لن تكون سياسي ناجح ومحنك ولامع إلا إذا حملت من صفات الرذائل هذه وغيرها أو بعضها في سياستك ما لم فلن يكون أمامك إلى الفشل... ونذهب إلى تحليل واقع الحكم سواء في العصور السابقة أو عصرنا الحالي وعلى مر عصور تطور البشرية فتجد الحكم كان وما زال يحمل في باطنه أعمال الخبث والإجرام (الكبر.. استخدام القوة.. العنف.. الدم.. المال...الخ) ويقال للحاكم لن تحفظ حكمك وكرسي الملك والرئاسة إلا إذا تخلصت من فلان وعلان... ولن يدوم كرسيك إلا إذا أرقت الدماء بإهلاك الطائفة الفلانية أو الفئة العلانية ما لم سيكون قتلك إذا لم تقتلهم .. وهذا ما شهده التاريخ بان السياسة والحكم تحمل لصاحبها النجاسة... وإن لم يجتمعا معاً في شخص واحد (السياسي والحاكم ) أو لم يتوافقا (الحاكم والسياسي المعارض) علي الارتكاز فيما هو مصلحة العامة . ترى السياسي يسعى إلى إسقاط الحاكم... وترى الحاكم يسعى إلى القضاء على السياسي وكلاً يستخدم ما توافرت لديه من خبائث الأفعال ورذائل الأعمال للوصول إلى الخلاص من غيره ويستعين بمن استطاع وان كان الشيطان . وتظهر لديهما الإيمان بمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة ) التي أوجده ميكافيللي في كتابه (الأمير) عند نصحه للحاكم . ونتسأل : لماذا لا يتفق السياسي المعارض والحاكم النافذ إن كانت لا تجتمع السياسية والحكم في رجل واحد...؟ فنعود لنقول لربما لأنهما كلا قريب إلى مصلحته الفردية والأنانية أكثر من قربه إلي مصلحة العامة (الشعب) . وبظهور حكم وحاكم وأعوانه ورجاله ومواليه .... و في اتجاه أخر ظهور النقيض سياسية وسياسي معارض وأعوانه ورجاله ومواليه .. فانه يظهر الصراع الدائم بين الحكم والسياسة... وتصبح السياسة نجاسة... ويصبح الحكم خبث ... لا يتحد الحاكم وحكمه مع السياسي المعارض وسياسته في قضايا وقواسم مشتركة تجمعهما رغم إنها كثيرة وتظهر هذه القواسم المشتركة بينهما أن كان هدفهما من الحكم والسياسة مصلحة العامة والأمة . ولماذا لا يتركان جانباً قضايا الجدل والشكوك والكيد والخوف كلا من الأخر...واتخاذ مبدءا حسن النية لتضييق الهوة والفجوة بينهما... ولتحقيق مصلحتهما بالتوافق بينهما .. وتحقيق مصلحة الشعب والامه بتفادي حربهما الذي يكون سلاحها و جنودها وموتها الشعب والأمة .. فأجب أيه السياسي المعارض... وأجب أيه العربي الحاكم الممارس... في وطنا العربي .. وفي كل وطن انشق فيه السياسي و الحاكم كلا عن الآخر وفي اتجاه النقيض ...
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني
Shukri_alzoatree @yahoo.com