سعد علي الخفاشي
حدث ذلك في عام 2006م حين تم افتتاح ما أسمي بمشروع ربط محافظة المحويت بالمنظومة الكهربائية الموحدة عبر محطة الضغط العالي للكهرباء في باجل بمحافظة الحديدة، هذا المشروع يا فخامة الرئيس الذي وصلت تكلفة تنفيذ خط الربط العمومي منه والممتد من محطة الربط بباجل مروراً بمديرية بني سعد فمديرية المحويت وانتهاءً بمركز المحافظة بأكثر من "800" مليون ريال تقريباً فقط .. سكينة الحياة ومتعة العيش الهنيء الذي كنا ننعم به نحن أبناء محافظة المحويت إلى ما قبل افتتاح مشروع الوهم المذكور والذي أوجد الظلام للمنطقة بدلاً عن الضوء وخلف من الخسائر وفجائع مفاجئات الاطفاءات التي لا حد لها ولا حصر لتلك المنغصات وتردت بسبب ذلك أحوالنا في هذه المحافظة وساءت أوضاعنا بعد أن حكمت علينا إطفاءات الكهرباء بالظلام وشل قدرات وحركات نشاط سكان هذه المحافظة والذين يعتمد نسبة كبيرة منهم على الكهرباء في أعمالهم وأشغالهم الحرفية والمهنية والصناعية.
لقد تردت أحوال الرعية في هذه المحافظة يا فخامة الرئيس بشكل كبير جداً بسبب رداءة خدمات الكهرباء والتنكيد على السكينة التي كان أبناء المحويت يعيشونها قبل ربط محافظتهم بهذه المنظومة اللعينة؛ لأننا قبل ذلك لم نكن نعرف عن الانقطاعات الكهربائية إلا اسمها فمحطة التوليد المحلية التي كان يتم عبرها تغطية مركز المحافظة والمناطق المجاورة لها بالكهرباء كانت تقدم خدمة كهربائية كاملة ونموذجية حظيت هذه المحطة بإدارة وعمال مخلصين لا مثيل لهم في الإخلاص والتفاني، فتم الإطاحة بتلك المحطة وشل قدرات إدارة منطقة كهرباء المحافظة منذ تم الارتباط بهذه المنظومة اللعينة ونقل سيطرة التحكم على خدمة الضوء فيها إلى شلة من العابثين والمستهترين في مناطق كهرباء الحديدة والذين يتعمدون قطع التيار على محافظتنا على أتفه الأسباب.
* ولعلكم يا فخامة الرئيس لا تعلمون أن السلطة المحلية لمحافظة المحويت حاولت تلافي خسائر ومشاكل تلك الإطفاءات "المأساة" بإلزام إدارة منطقة كهرباء المحافظة بالاستمرار في تشغيل محطة التوليد الكهربائية السابقة لمركز المحافظة في أوقات الانقطاع الكهربائي الذي يحدث كل أقل من ساعة من المنظومة اللعينة، وبذلك فقد كنا في بدء الأمر نعيش في أفضل حال، ولم نشعر بأي أزمة أو تراجع في هذه الخدمة الأساسية، لكن وزير الكهرباء الأسبق صاحب النظرية النووية ورئيس مؤسسة الكهرباء لم يرق لهما الأمر فسعيا بكل جهدهما وبكلما أوتيا من قدرات على الضغط على الآخرين أن يصادروا أحلامنا حتى النهاية فقاموا بقطع كل دعم مالي كان يصرف لتشغيل هذه المحطة والتي كانت تغطي العجز عند الحاجة، وصادروا أحد مولداتها قهراً لمحافظة أخرى، ورغم استماتة محافظ المحافظة وقيادة المحافظة في محاولتهم لإثناء الوزير ورئيس المؤسسة بالعدول عن قرارهما والعطف على أبناء هذه المحافظة بالإبقاء على جزء من الدعم الذي كان معتمد لتشغيل المحطة المذكورة وعدم مصادرة ذلك المولد دون فائدة، والآن نجد أنفسنا في هذه المحافظة نشكوا حالنا بغبن كبير لا حدود لمعاناته خصوصاً كلما تذكرنا أن مشروع الوهم المذكور كلف الدولة مئات الملايين من الريالات بينما العائد هو الظلام، وتلك هي نكبة الألم التي يناشدكم أبناء المحويت أن توجهوا بمعرفة أسبابها ولماذا الاطفاءات في هذه المحافظة بالذات فوق طاقة الاحتمال؟!