علي منصور مقراط
النكبة المفاجئة التي لحقت بمحافظتي حضرموت والمهرة جراء كارثة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظتين أواخر الأسبوع الفارط شكلت كارثة إنسانية لم تكن في الحسبان ولم تشهد مثيلها المنطقة الشرقية من سابق، والحاصل لقد تألمت كثيراً وأن أتواصل مع الزملاء الصحافيين في وادي حضرموت حين كانوا يصفون لي عبر الهاتف حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها المواطنون في جميع مناطق ومديريات حضرموت واديها وساحلها وكيف تهدمت مئات المنازل وجرفت الممتلكات من السيارات والمزارع والمحلات والمباني والمواشي وأجباح النوب وقبل هذا وذاك عشرات الأرواح التي زهقت من جراء تدفق فيضانات الأمطار وبالمثل حدث ذلك في البوابة الشرقية لليمن محافظة المهرة والأرجح أن انهيار البنى التحتية مثل الطرقات والكهرباء والمياه والاتصالات والمواد الغذائية التي تلقت دفعات السيول خطوط الإسفلت قد وضعت السكان في وضع مأساوي أليم وحزين.
* لكن الثابت أن التحرك السريع للدولة والحكومة وعلى رأسهم فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي انتقل شخصياً إلى حضرموت في لحظة إنسانية فريدة وأشرف بنفسه على عمليات الإغاثة والإسعافات وكان يتنقل من منطقة إلى أخرى وسط فيضانات المياه ويقف بين المواطنين مواسياً لهم ومتلمساً معاناتهم وموجهاً بسرعة تقديم المساعدات الفورية لهم لتجاوز الأزمة التي يمرون بها في حضرموت والمهرة، اللافت أن ذلك المشهد لهذا الزعيم الوطني الأصيل قد كان بالغ التأثير على نفوس عامة أبناء الشعب اليمني تجاه قائده الوفي الذي يعيش هموم وآلام ومعاناة مواطنيه في كل مكان وزمان.
* الحقيقة أننا اليوم أمام موقف إنساني تجاه أهلنا في هاتين المحافظتين لإغاثتهم كل من موقعه ولو بتسليط الأضواء منا كصحافيين على تلك الخسائر والأضرار الجسيمة وحشد كل الشرائح والفئات ومنهم رجال المال والأعمال والتجار والميسورين على تقديم التبرعات المختلفة ومع ذلك فقد بادر العشرات في إعلان التبرعات وهؤلاء يستحقون الشكر والتقدير والاعتزاز والله المستعان.
مواقف وكلمات
* في اللحظات العصيبة والمواقف الوطنية والإنسانية يقف الرئيس/ علي عبدالله صالح بجسارة وثبات لمواجهتها وبحكمته ومبادراته وحاسته المرهفة يعالج الكوارث والأزمات والنكبات ويزرع الطمأنينة ويزيل الأحزان وأوجاع شعبه كلما حلت به عواصف كارثة الأمطار في حضرموت والمهرة وغيرها كثر في سجل الرئيس التاريخي الحافل الذي يفتخر فيه كل إنسان يمني شريف.
* بالأمس توجهت إلى مستشفى الرازي بأبين لزيارة المناضل/ نصر سعيد عبدالله اليوسفي الذي أجريت له عملية جراحية لاستئصال المرارة، هذا المناضل الذي شارك مع رجال حرب التحرير في تفجير ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان، هو أيضاً شقيق الشهيد ناجي سعيد اليوسفي أحد أوائل شهداء ثورة 14 أكتوبر المجيدة، لكن الموقف الذي أحزنني حالته الصحية وعدم الرعاية والمساعدة من الدولة لمثل هؤلاء الرجال الذين قدموا التضحيات العظيمة للتحرر من الأمامة والاستعمار، أرجو من هيئة المناضلين والشهداء والحكومة ومحافظة أبين الوفاء بالمبادرة لدعم علاج المناضل نصر سعيد اليوسفي الذي ما زال فوق سرير الرحمن بمستشفى الرازي م/ أبين واللهم أنني أبلغت.
* ثمة جهود أمنية مشهودة يقوم بها منتسبو فرع شرطة النجدة م/أبين الذين يؤدون مهامهم وواجباتهم بتفان وإخلاص وعلى مدار الساعة، والأرجح أن هذا الفرع الذي يقوده العقيد ركن/ عبدالرزاق المروني بكفاءة واقتدار وهو من القيادات الأمنية المشهود لها بالعمل والعطاء الوطني واستقامة الضمير لا شك أن نجاح رجال النجدة في آخر موقف أمني بضبط أحد المطلوبين بجعار قد أثار إرتياح واسع في أوساط المواطنين، فلهؤلاء نزكي التحايا والتقدير، ونلفت انتباه قيادة وزارة الداخلية وقيادة النجدة والمحافظة بتكريم كل عمل ناجح وكل قائد وضابط وجندي متفان ومثال والله الموفق.