علي راشد علبان
علينا أن ندرس الواقع ونستخدم قياس المنافع والأضرار كأحزاب ومنظمات سياسية ومدنية، وهاهي الخطوات للجنة العليا للانتخابات تقترب يوماً بعد آخر، شخصياً كنت ممن أنكر على اللقاء المشترك خطابه تجاه اللجنة العليا الذي أتمنى أن تكون محايدة ولديها مصداقية كما كان يريدها راعي المسيرة الديمقراطية فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وللأسف الشديد فقد بدت خطوات اللجنة بنوع يميل للمصداقية الوسطى، ولأنها قررت أن تختار رؤساء اللجان الإشرافية والأساسية والفرعية من خلال موظفي التربية والتعليم، الأمر إلى هنا أفسد على اللقاء المشترك ما كان يطرحه من عدم شرعية اللجنة العليا، وفعلاً كانت قد أرادت أن تصنع خدمة لهذا الوطن في هذه الدورة الانتخابية التي قد لا يخوضها إلا المؤتمر مع نفسيه وجهاله، لن أتحامل على المؤتمر وأتجنى عليه أو أميل مع الإصلاح الذي هو واحداً من أسباب النجاح لي شخصياً إلى جانب أسباب أخرى بعد فضل الله، ولولا تنكر الإصلاح لأعضائه المبدعين والمفكرين أمثال الزميل نبيل الصوف ورشاد الشرعبي، والأستاذ المفكر السياسي الحر صاحب الحروف الحرة نصر طه كل هؤلاء لم يستطع الإصلاح وبيئته المشحونة بخلق أعداء وخصوم حتى من الداخل، هو حزب تنظيمي ناجح في الاستقطاب والعمل الحزبي السري وتوظيف كل الوسائل والأساليب في صالح التنظم، ورغم هذا التميز فهناك لا بد من الفشل غير قادر على الاحتواء ولا على الاستيعاب والمحافظة على أعضاءه، فهو يغرس ويقلع وهكذا كمن يغرس بصل ويقلع ثوم أو العكس بيئة ناشفة طاردة لسكانها، لا أريد أن أبحر في متاهه، فلا نزال نشعر بأننا في بيت واحد وتحت سقف واحد وهو الدين والوطن والدستور والقانون، حسناً ما عزمت عليه اللجنة العليا حين أوكلت بالاختيار من كشوفات التربية لرؤساء اللجان وأعضاءه من التربويين، وكنت أظن أن هذا جميل وجيد بعض البلاء ولا كله، والمفاجأة والطامة الكبرى إن البداية بعد أن أطلعت على الأسماء لرؤساء اللجان الفرعية للدوائر النيابية والمراكز الانتخابية من هنا بدأ اللعب والتزوير مبكراً بصناعه كان يراد لها بصمات وطنية تشكر عليها وللأسف أدخلوا التربويين في دوامة حزبية كنا نعاني منها ونتلافى مشاكلها وأثارها على التعليم واضحة للعيان في تعيين مدراء مدارس ومدراء مناطق البعض منهم يعجز عن حل مشكلة طالب مع طالب وما أقل وما أكثر وأكبر لا يستطيع أن يقول ويتحدث ليعطي حلول للمشاكل الدائمة في مدرسته.
يقول المثل اليمني: "يا قتلت السمن بين المطيط" بالله عليكم لا نعرف كيف تم اختيار التربويين في هذا العمل الحزبي المحض الذي كنا نتمنى على التربية والتعليم أن تنسى بنفسها عن كشف عوراتها التي تتعامل بها بعد أن كانت تثرثر إن العملية التعليمة لا تنطلق من المنطق الحزبي في التعيين للوظائف والإدارات من الوزير إلى الفراش ضروري يكون "حصان" يربع ما هكذا يعمل الوطنيون لبلادهم، لقد تم اختيار رؤساء اللجان الفرعية في المراكز ضمن التصنيف الحزبي، والذي يريد يتأكد يطلع على صحيفة الثورة التي نزلت فيها أسماء اللجان بأمانة العاصمة وكلاً يعرف مركزه من هو رئيس المركز ومنهم العضوين مدير المدرسة ووكلاءه، حتى ما بش محايد وسطي نقاء ونية للتزوير مبكراً "ومهد وخباص" يع .. يع، أتألم لحال التربويين وما سينزل عليهم من غضب لو اتجه الناخب بصوته للمستقل وخسر المؤتمر يعني العقاب كلا يقدر منصبه العقاب الأكبر للدكتور/ عبدالسلام الجوفي وزير التربية لو فشل المؤتمر في الانتخابات، ثم الذي يليه وهكذا وكل مركز انتخابي لم يحصل المؤتمر فيه على الأغلبية سيكون مصير مدراء المدارس التي في نطاقه في خبر كان وأخواتها وعاد وثمود، وفي النهاية يتجلى لفخامة الرئيس حفظه الله إن أمر الانتخابيات وسد إلى أهله وتصبح ديمقراطية اليمن أضحوكة يتداولها أشقائنا في دول الجوار ويصبح التعليم في البلاد بعد هذه الانتخابات رماد يتطاير في الهواء يشكل سحب سوداء يظنها البعض جيل مستقبل خالي من العقد وإذا به يفاجئ بأنها سحب متراكمة نتاج سنوات عجاف عاشها طلاب ومدرسين اليمن في العهد "الجولوفوجي" قبل الميلاد.
نتمنى على التربويين زملائنا الأعزاء وأولهم الوزير وما بعده لو كان اختيارهم عشوائياً حسب كشوفات الراتب في كل مدرسة دون التصنيف الحزبي لكان خيراً لهم وللوطن وللمجتمع، ولم أتكلف بالمقال هذا الذي قد تناولت فيه كما يتناول عضو الإصلاح المتشدد مع الآخر، كما أن المؤتمر الشعبي العام يتهامس في حديثه وتصنيفه لشخصيتي كإصلاحي قديم، وبأن بعض الإصلاحيين هداهم الله يشير إلي بصفة أطلقوها على زميل القلم "نبيل الصوفي"، ولا زالت تلك الصفة تلاحقني إلى اليوم "نمس" أمني بسبب كتاباتي.