عبدالباسط الشميري
في البدء فكرة وفي البدء حكاية لتصنع النجاح وهناك قصة بل قصص للنجاح، الوقت لايسعفنا للتوغل والخوض في كل القصص التي تتحدث عن نجاحات تحققت هنا وهناك لكن ورغم كل هذا يعترضنا سؤال - أو أسئلة منها لماذا لا يسأل الجميع أنفسهم في هذا البلد لماذا ينجح الآخرون في صنع النجاح بينما نفشل نحن في هذا البلد في ذلك؟
لماذا يظل الاخفاق ملازما لنا في الوقت الذي يكون النجاح حليفاً لعدد كبير من المجتمعات القريبة منا والبعيدة؟
وقبل أن نبدأ في سير أغوار قطاعات واسعة من الدولة اليمنية لنكتشف مكامن الخلل أو سوء الحظ الذي يعترض سبيلنا إن جاز لنا التعبير فالبعض يتخرص بأن البلد غير مؤهل لقيام نهضة اقتصادية أو عمرانية أو تنموية على الإطلاق ويرجع هذا البعض إلى إن حالة البلد القائم على المصالح القبلية العشائرية تتمنع أو تقف حائلاً دون قيام نهضة حضارية، بينما البعض الآخر يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن مراكز القوى داخل النظام هي العائق الأبرز للتنمية وبين أصحاب هذا الرأي وذاك.
تتداخل الأسئلة وبصور عدة هل البلد بالفعل غير مؤهل للتنمية؟ أم تنقصنا الكوادر المؤهلة وكما يقول البعض؟ لكي تأتي الإجابة بل تنسل من بين السطور و بلمح البصر لتؤكد بأن الوطن لا يفتقر للكوادر على الإطلاق؟ أما البيئة فهي الأصلح والأنسب لتحقيق نهضة تنموية غير مسبوقة! إذن فما العائق إذا كان كل سبل الحياة متوفرة وكيف نصنع النجاح؟
ثم إذا كانت الظروف مهيئة والبيئة صالحة و الأفراد قادرون على صنع النجاح فما الذي علينا فعله للنهوض بكل القطاعات..
أحدهم في مجال الطب يقول لن تتحقق لنا نهضة ولا إبداع ولا تنمية ما لم يقم أفراد المجتمع والحكومة وكل فئات المجتمع بإعطاء الأولوية للكادر المحلي إن لم نمنحه الثقة بالنفس ونجعله يعتز بنفسه وبقدراته يساهم في البناء والتنمية فلا ننتظر أن يقدم لنا كل شيئاً ونحن بالمقابل لم نمنحه شيئاً نعم إنها سنة الحياة فللأمانة لدينا كوادر مؤهلة ومبدعة وقادرة على صنع النجاح لكن كيف نطالب بأشياء فوق طاقة الفرد؟
كيف لنا نطالب بالإبداع ولم نوفر لهذا العنصر كفايته الدنيا من حاجات أساسية من مسكن وملبس ومأكل ومشرب؟ كيف أن نطالب بالإبداع والعنصر الأجنبي يمنح كل المزايا بينما العنصر المحلي الكفوء يعيش على الكفاف كيف؟ أننا بحاجه لإعادة دراسة وتمحيص القوانين الإدارية بل نحن بحاجة لغربلة الإدارة وعند توفر الإدارة القيادية المتميزة عندها سيكون النجاح والإرادة ستكون قوية وقوية جداً وللحديث بقية.
abast66@maktoob.com
