ممدوح طه
بينما كان ما بحثه وزراء داخلية دول الجوار العراقي في عمان هو التأكيد على ألا تكون أراضي دول الجوار العراقي مقراً أو ممراً لتهديد الأمن العراقي، وبينما كان هذا الحرص على سلامة واستقلال وأمن العراق هو ما ستبحثه هذه الدول نفسها في دمشق، لم يتوقع أحد من هذه الدول ومن بينها سوريا أن ينقلب الأمر بتحويل الأراضي العراقية تحت الاحتلال إلى مصدر التهديد الإرهابي الأميركي لدول الجوار وفي مقدمتها سوريا!!
هذا يطرح على أجندة المؤتمر المقبل لهذه الدول في دمشق بنداً رئيسياً بالتشديد على ألا تكون الأراضي العراقية مقراً أو ممراً لتهديد الأمن السوري أو التركي والتأكيد على الحكومة العراقية بالإصرار على موقفها برفض توقيع «الاتفاقية اللا أمنية» للبقاء العسكري الأميركي في العراق باعتبارها اتفاقية إذعان يجري الضغط لتوقيعها تحت التهديد العسكري الأميركي للعراق.
خصوصاً بعد استعجال إدارة بوش المترنحة والمتخبطة بالكشف قبل التوقيع بغير ذكاء عن نواياها الخبيثة في تهديد أمن هذه الدول مجتمعة خصوصاً وهى تحتفظ بقواعد في العراق لمنظمات تركية وإيرانية تصفها أميركا بالإرهابية باعتبارها جزءاً من المشروع الراحل المسمي «الشرق الأوسط الكبير»!
وفى ظل موجة الغضب الشعبي والإدانة الرسمية العربية والإقليمية والدولية للعدوان الإرهابي الأميركي على سوريا، أعلنت الحكومة العراقية رفضها استخدام الأراضي العراقية لضرب الأراضي السورية، في ثاني رد فعل عراقي مخالف لرد الفعل الأول بلسان نفس الناطق!!
نطق في التعليق الأول تحت الضغط الأميركي باسم قوات الاحتلال الأميركية محاولاً تبرير الغارة الأميركية بالقول ان المنطقة السورية المستهدفة كانت «مسرحاً لنشاط تنظيمات إرهابية ومعادية للعراق تنطلق من سوريا»!!
ثم نطق في التعليق الثاني باسم الحكومة العراقية تحت ضغط الورطة التي أوقع حكومته فيها مناقضاً تصريحه المتسرع الأول ب «أن سياسة الحكومة العراقية والدستور الدائم لا يسمحان» بأن تكون أراضي العراق مقراً أو ممراً للاعتداء على دول الجوار»!!
واقع حال الإدارة المأزومة في واشنطن يكشف حقائق كثيرة عنوانها الرئيسي هو الكذب والإفلاس. . بعد مسلسلات الفشل وقبيل استحقاقات الرحيل سواء من البيت الأبيض أو من الأراضي العراقية، سواء بتهديد العراق أو بالعدوان على سوريا، للتغطية على أزمتها في العراق وللوقيعة بين العراق وسوريا، ولقطع الطريق على الانفتاح الأوروبي والعربي على سوريا!
تماماً مثلما حاول الناطق الأميركي من قبل تبرير العدوان الإجرامي الإسرائيلي على «دير الزور» السورية بالزعم «ان الغارة استهدفت مفاعلاً نووياً سوريا تحت الإنشاء» لكن آلة الكذب الأميركية لم تتوقف عن الكذب ولم تفلح في أن يصدقها أحد، إننا لم نصدق أن الإدارة الأميركية تحاول تغليف فشلها بالغباء إلى هذا الحد؟!
وما لم يتوقف التضليل الكاذب من آلة الدعاية الأميركية سواء من بعض العرب الأميركان أو من بعض الأميركان العرب، ونتأكد جميعاً من الأطماع العدوانية الإرهابية الصهيو أميركية لا تستثني بلداً، وما لم تسقط الغشاوة التي صنعت ضباب رؤية بعض الناطقين بالعربية.
ولو سمحنا لا سمح الله بمرور هذه البلطجة العدوانية بانتهاك سيادة الدول، وسكتنا عن معاقبة المعتدي، أو اكتفينا بإدانة كلامية دون فعل. . فالبقية ستأتي بعد سوريا. . ولن تسلم من العدوان الإرهابي الصهيو أميركي أي دولة عربية أو إسلامية أو شرق أوسطية. هذا ما ترسمه خرائط الصهاينة والأميركان!