علي راشد علبان
لن ينجح الإنسان في حياته ما لم ينجح في الانتصار على النفس الأمارة مهما تعلم وأجاد الحديث وأطلق صوته بين الجماهير، فإنه سيدرك في الأخير أنه يحرث في البحر، الكثير من الناس يطالبون بإصلاح الأوضاع كلاً على نطاق منطقته وسكنه وموقعه في العمل، كون من ينأي هو من يحس ويشعر ويتوقع ماذا سيحدث ويترتب عليه من نتائج سلبية في المجتمع والمؤسسة الحكومية جراء الخروقات القانونية واللوائح والأنظمة، شخصياً أجد محافظة تعز الأبية هي الأكثر حضوراً على صفحات الصحف كون أبناء هذه المحافظة يتميزون عن غيرهم علماً وفهماً ووعياً، وإن خالط البعض منهم لنوع ما من مناطقية نتيجة جهل واقع يعانيه المجتمع اليمني فكل فعل له ردة فعل، لكن على الجيل المتعلم جيل الوحدة أن يكون صاحب مبادرة بدلاً من المكابرة وردة الفعل، ومن الطبيعي أن تجدهم يناشدون الجهات المسؤولة على أبسط فعل ومخالفة يقوم به شرطي مرور أو جندي أمن، وتفاعل جميع الصحف، وبالعكس ما يجري في محافظات أخرى وفي المحافظة صنعاء المتناثرة مديرياتها شمالاً وجنوباً وغرباً وشمالاً للعاصمة صنعاء الذين بنفسه رئيس الوزراء الدكتور/ علي مجور رئيس مجلس الوزراء لم يستطع أن يقدم خطة لحلول مشكلات هذه المحافظة التي يصفها السياسيون محافظة الرؤساء، حتى عند تعيين محافظها لدرجة قد يكتشف الأذكياء بأن محافظ صنعاء بدون محافظة فهناك أكثر من محافظ للمحافظة وأكثر من مسؤول فيها غير مسؤول عمَّا يحدث في مكتبه التنفيذي، وحينما أدرك رئيس الجمهورية حفظه الله تكاثر سلبيات المكاتب التنفيذية بالمحافظات سواءً كانت أمنية أو مدنية يتعامل معها المواطن يومياً - قرر تدشين خطوات جبارة في تنفيذ برنامجه الانتخابي في انتخاب محافظي المحافظات، والذي لا يزال الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يحث ويتابع الحكومة والوزارات في تنفيذ برنامجه الانتخابي على أرض الواقع، وكوني واحداً من الأعضاء في اللجنة الإعلامية المتابعة لتنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح في محافظة صنعاء وحين تم انتخاب الأخ نعمان دويد محافظ صنعاء الكثير كان مستبشراً بعد أن كان نجاحه عند الكثير من المطلعين غير وارد لولا تنازل الشيخ/ عاطف المصلي أمين عام محلي همدان الذي تنازل في الساعات الأولى لانتخابات المحافظين وقد استطاع أن يحوز على الأغلبية من المؤيدين والمناصرين بشكل جعل القاعة تهتز بهم من جميع مديريات محافظة صنعاء، ورغم ذلك ترك الشيخ/ عاطف منصب المحافظة المؤكد نجاحه وفوزه وفضل لملمة المؤتمر في المحافظة، وأعلن تنازله ل "نعمان دويد" الذي سبق أن تقلد في محافظة عمران وروي عنه أنه يغلق على نفسه مكتبه ودائماً المترددون يواجهون مدير مكتبه ويرد عليهم المحافظ مشغول وهو ما يحصل اليوم في صنعاء، رفقاً بهذه المحافظة التي قد تكون حزام العاصمة اليمنية التي تعتبر أقرب محافظة للعاصمة إن لم نقل هي جزء من العاصمة، إلا أنها في حكم ظرف زمان، مستوى التعليم في تعز أفضل بكثير من مستوى صنعاء ويشهد على ذلك من مكان مدير التربية في تعز الأخ/ حسين حازب التربوي القيادي الناجح وما وجود التدني في محافظة صنعاء إلا نتيجة ترسبات سابقة لسنوات طويلة ساهمت قيادات المحافظة السابقين في تدني التعليم وغيره، وما قام به "حازب" في السنتين الماضية يعادل عمل خمسة عشر عاماً عاشتها محافظة صنعاء تربوياً تخلف وتسرب من المدارس ومزاجية من قيادة المحافظة لا دخل لسلف حازب، كي لا نظلم التربويين لكن سكوتهم ساهم فيما نشكوه اليوم، حين نجد أن "حازب" رفض السير في العشوائية ولم يخش من أحد غير تصميمه فيما يراه في مصلحة الوطن علماً وتعليماً، فهناك الكثير من "الخنافس" لا ترغب بإصلاحات تقوم بها قيادة مكتب التربية بالمحافظة تنفيذاً لبرنامج فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح حفظه الله، نسأل الله أن يزيد من أمثال "حازب" المخلصين في كل محافظة.