محمد أمين الداهية
نوفمبر هذا الشهر العظيم الذي كلما نسمع باسمه سواءً عند حلوله أو قبل حلوله أو بعده أو في أي مناسبة كانت نتذكر مباشرة ال "30" من نوفمبر والنصر الذي تحقق في ذلك اليوم لوطننا الحبيب والذي تجلى فيه الصباح لأول مرة في ال "30" من نوفمبر، وكما قال الشاعر اليمني الأصيل/ لطفي جعفر أمان في قصيدته على أرضنا بعد طول الكفاح تجلى الصباح لأول مرة، فبعد مضي "125" عاماً على وجود الاستعمار البغيض على أرض جنوبنا الحر وبعد انتصار ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة 1963م تحقق الاستقلال التام لجنوبنا الشامخ في ال 30 من نوفمبر 1963م وتم في هذا التاريخ رحيل آخر وجود لآخر مستعمر بريطاني، فأهلاً بك يا نوفمبر المجد والخلود، أهلاً بك ذكرى عظيمة وخالدة نعيشها ونتذكرها على مدار أشهر العام، وتحية إجلال وإكبار إلى أبطال الثورة السبتمبرية والأكتوبرية صناع الانتصارات ومحققي المجد والاستقلال لهذا الوطن المعطاء، فلولا تلك التضحيات الجسيمة لأولئك الأبطال الذين بذلوا الأرواح والمهج من أجل أن يعيش هذا الوطن حراً شامخاً لا يخضع لقيود الجهل والتخلف وظلم حكم جائر ولا لتسلط مستعمر بغيض، حاول أن يفرض على هذا الوطن التشطير والتجزئة، لكن أبناء اليمن كانوا فعلاً أبطالاً حقيقيين، فرغم محاولة المستعمر الغاشم وبمساعدة من قبل الحكم الجائر في شمال وطننا الحبيب، رغم المحاولة والعمل على تجزئة وطننا المعطاء، إلا أن أبنائه كانوا وما زالوا يداً واحدة وقلباً واحداً، فتمت وتحققت الانتصارات لهذا الوطن الغالي، وبدأت انجازات الثورة تتجلى وبدأ الشعب والوطن يخطوا خطواته بثقة نحو التقدم والنماء نحو العلم والتعليم، نحو المعاهد والمدارس، نحو الجامعات والكليات، وظهرت الرعاية الصحية وأنشئت المستشفيات، والطرقات تغيرت تغيراً جذرياً، دخلت التكنولوجيا وتقنية المعلومات، الله الله ما أروع الثورة وما أروع انجازاتها، من يريد أن يدرك ما حققته الثورة من انجازات لهذا الوطن، فإذا كان إنساناً عاقلاً محايداً يؤيد معرفة الحقيقة فعليه أن يعيش مقارنة بين عهد ما قبل الثورة وبين ما بعد الثورة، وإذا كان هناك من يريدون معرفة الحقيقة وهم من جيل الثورة أو ما بعدها فإن لم يقتنعوا بالتاريخ وما تحويه الكتب فعليهم أن يرجعوا إلى آبائهم وأجدادهم، عندها سيعرفون الحقيقة وسيعرفون كيف كان الوطن قبل "46" عاماً وكيف تحول تحولاً جذرياً وما ذلك إلا بفضل أبطال الثورة المخلصين، فهل يعقل أن نجازي أولئك الأبطال الذين بذلوا دمائهم وأرواحهم من أجل الوطن وأبنائه بتحطيم وتدمير ما حققوه وأنجزوه؟ هل من الوفاء والإخلاص أن نسيء لأبطال الثورة وصناع منجزاتها بتصرفات حمقاء الوطن بريء منها، وأيضاً أبنائه الشرفاء والمخلصين بريئون من كل تصرف يقوم به أحمق ومعتوه ينسب ذلك التصرف إلى جهات عليا في الدولة متحججاً بكلمة كاذبة وهي حسب التوجيهات هذه الكلمة التي يعاني منها الكثير عند المعاملة في أي جهة كانت وسرعان ما يظهر أن كلمة حسب التوجيهات يفسخها مبلغ معين، فنحن نقول لأولئك الذين يردون مثل هذه التصرفات الفردية للدولة أو للثورة ويترحمون على زمن مظلم أسود إن الدولة والثورة ومنجزاتها لا تدعو لمثل هذه التصرفات، وإن السبب في تشجيع هذه الظاهرة التعامل معها، لن نطيل ولا نريد أن نخرج عن موضوعنا، فرحم الله شهداء الثورة وأبطالها، وأهلاً بك يا نوفمبر المجد والعطاء، وحفظ الله وطننا الحبيب وثورته المباركة ومنجزاتها وإلى مزيدٍ من التقدم والتطور والنماء.