عبدالباسط الشميري
تحدثنا عن المسؤولية الاجتماعية وناقشنا هذا العنوان وبفاعلية لكن نقولها وبصراحة كيف يفهم المسؤولية الاجتماعية من يتهرب من دفع حق الدولة من ضرائب وزكاة وخلاف ذلك؟
* كيف نطالب من يهضم حقوق الموظفين في شركته بأن يتمثل المسؤولية الاجتماعية؟
* كيف نتحدث عن المسؤولية الاجتماعية والناس لا يتمثلون المسؤولية الأخلاقية؟
* كيف نطالب بأن يتمثل الناس المسؤولية الاجتماعية والناس أو جزء كبير منهم لا يتمثلون المسؤولية القيمية "الدينية"؟
* كيف نطالب الآخرين بمد يد العون وأغنياء البلد يتهربون من دفع ما هو مستحق عليهم شرعاً وقانوناً؟
* كيف نطالب بالمسؤولية الاجتماعية ونحن لا نتمثل المسؤولية الأخلاقية؟
* كيف نذهب لهذا البند الأبعد وأمامنا استحقاقات ينبغي تمثلها أولاً؟ فهناك رؤوس أموال غير واضحة، هناك خوف من كشف الأرصدة. . هناك رعب من الفواتير والدفاتر المحاسبية، هناك تعامل قائم على الربح فقط، أما الخسائر فمرفوضة، ومن منا يريد أن يخسر لكن إذا كنت أنا قد استفدت من ارتفاع أسعار القمح على سبيل المثال إذا كان عندي ألف كيس قمح اشتريتهما بالسعر القديم وجاءت أزمة القمح فقمت ببيعهما بالسعر الجديد في هذه النقطة، أنا لا يعنيني المواطن الذي سوف أبيعه القمح وسيدفع بالسعر الجديد، طبعاً لكن بعد تراجع أسعار القمح عالمياً وهبوط سعر الطن من مادة القمح من "600" دولار إلى أقل من "300" دولار أيضاً وكما هي العادة لا يعنيني المواطن على الإطلاق وسأظل أبيعه القمح بذات السعر المرتفع حتى اشتري الكمية الجديدة، فأين هي المسؤولية الاجتماعية في مثل تلك المواقف؟ أين هي المسؤولية الأخلاقية؟ أنا أتحدث عن شخص أو تاجر بذاته أوردت القمح كمثال فقط، هناك مئات الأمثلة لكن ونحن في معترك الحديث عن المسؤولية الاجتماعية هل يجوز لنا أن نضع النقاط على الحروف ونقول الحقيقة؟ هل لنا أن نعيد الاعتبار للقيم الاجتماعية لنتمثلها في بيوتنا، في مدارسنا، في أسواقنا، في متاجرنا، في شوارنا، في كل شؤون حياتنا.
إن المسؤولية الاجتماعية غائبة ولن تتحقق على الإطلاق ما لم نتمثل المسؤولية الأخلاقية والتربوية؟. إن المسؤولية الاجتماعية ستبقى حبراً على ورق ما لم يرتفع مستوى الوعي المجتمعي فنراقب الله في كل تعاملاتنا!. إن الغش أصبح شطارة والتلاعب بالسجلات والمستندات الرسمية فهلوة بل لقد غدت منظومة القيم المجتمعية غائبة، ومتى ما استحضرناها وفي كل شؤون حياتنا عندها فقط سيكون هناك مسؤولية اجتماعية بحق وحقيقي.
abast 66 @ maktoob. com