محمد أمين الداهية
عندما يخترق بعض المتنفذين بمختلف مستوياتهم القانون وباسم القانون الذي هو بريء مما ينسب إليه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ثم يصبون جام غضبهم على من يأتيهم من الناس الذين لا يملكون فيتامين "و" الذي بواسطته يتمكنون من إنجاز معاملتهم، ولكن وما هو ملاحظ أن فيتامين "و" قد أصبحت الحاجة إليه أكثر من السابق فزمان كان فيتامين "و" على مستوى كبير وقد يستحق الشيء الذي يراد الوصول إليه بهذا الفيتامين، أما اليوم فقد أصبح مطلب أصغر موظف في أي جهة كانت حكومية أو خاصة، فقد أصبح القانون الذي يلتزم به المثقفون والمتحضرون في حياتهم بشكل عام مستهدف من أغلب الموظفين الإداريين والذين عندما تأتي إليهم حسب القانون بوضع معاملة لعرضها على المختص أو استرجاعها فغالباً ما يضطر هذا المعامل صاحب الورقة أو الملف إلى أن يغدق على هذا الموظف أو السكرتير أو مدير المكتب بشيء مما كتب الله حتى يتأكد من أن معاملته لن تعرقل وأنها ستصل إلى ذلك المسؤول الذي بيده حل والمشكلة وما يدعو للعجب ويثير الغضب إن تلك المخالفات القانونية يمارسها عديمو المسؤولية باسم القانون، وما أجمل تلك الكلمات التي يترنمون بها - حسب النظام - حسب التوجيهات - حسب اللوائح، التعليمات، ألا يعلم هؤلاء الذين يمارسون هذه التصرفات التي تسيء إليهم شخصياً وإلى الجهة التي ينتمون إليها سواءً كانت جهة حكومية أو خاصة أو حتى على مستوى المعاملة الشخصية أن القانون يتمنى أن يوجد رجال يوقفون مثل هؤلاء المستهترين عند حدهم وينالوا جزاءهم جراء ما يقترفون من مخالفات وتشويه للقانون والنظام والجهات التي يعملون لديها؛ لأن مثل هذه التصرفات المشينة تجبر المواطن الغلبان أن يسرح بتفكيره بعيداً جداً كأن يقول هل هذا هو القانون فعلاً؟ هل هذا هو النظام؟ ولكن كيف يخترق هذا النظام وتلك التعليمات بالرشوة؟ هل يمكن أن تكون "الرشوة" هي التوجيهات والتعليمات التي يرددها بعض الموظفين وينسبونها لرؤسائهم في العمل؟ هل يا ترى هؤلاء الرؤساء قد أعطوا الضوء الأخضر لمرؤوسيهم بأن يمارسوا النظام والقانون بهذه الطريقة الهمجية البشعة، وبعد ذلك إذا كان هؤلاء الرؤساء على مستوى المكاتب والإدارات الصغيرة يتعاملون بهذه المعاملة ألا يدركون أنهم يسيؤون بالدرجة الأولى إلى حكومتنا الموقرة وقد يصل الحد إلى الإساءة إلى رمز اليمن البار فخامة المشير/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله، والذي هو بريء من تصرفات هؤلاء المنحرفين والذي لطالما نادى كل من يحملون مسؤولية تجاه هذا الوطن وأبنائه أن يرفقوا بالوطن والشعب، وأن يقدروا الأمانة التي ألقيت على عاتقهم، وأن من يتعامل بالرشوة والخداع ما هو إلا خائن لهذا الوطن، وسيلقى جزاءه حتماً.