شكري عبدالغني الزعيتري
استكمالا للحلقة الأولى بالعدد السابق الصادر يوم أمس والتي كانت بعنوان ( سوريا العربية. . وقائمة الاتهامات الأمريكية الكاذبة ) نواصل اليوم في هذه الحلقة والثانية حديثنا بالقول : إذا فندنا عزيزي القارىء ما سردناه من بعض اتهامات أمريكية كاذبة ضد سوريا والتي أوردنا منها يوم أمس بالحلقة الأولى بأن نضع النقاط على الحروف والإيضاح عن حقيقة بعض الأمور لنعرف ( صدق من كذب الإدارة الأمريكية ) فنقول ما يلي :
أولا : فيما يخص الادعاء الكاذب بأن سوريا تمتلك برنامج أسلحة كيماوية وبيولوجية وبأنها تعزز من قوة صواريخها قصيرة المدى وهي (اسكود b واسكود c واسكود d ) والتي يتراوح مداها علي التوالي مابين (300 كم، 550كم، 650كم ) وان سوريا تتلقي المساعدات من الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا في هذا الجانب. . ومع هذا الادعاء الأمريكي الكاذببأن سوريا لا تحمل النوايا الحسنة وأنها تسعى إلى امتلاك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لاستخدامها في أغراض عسكرية في حروب وهنا تعني الإدارة الأمريكية الاستخدام العسكري ضد (إسرائيل ). . وتقول الإدارة الأمريكية بأن لا قيود علي سوريا في حالة الاستخدام العسكري السيئ تحت زعم أن سوريا ليست عضوا في بروتوكول جنيف لعام 1995م الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في الحروب. . . كما تدعي أمريكا بأن سوريا تمتلك غاز الخردل ولديها مواد (السارين والسيانيد) وأيضا تمتلك عامل الأعصاب (vx ) الذي حصلت عليه من السوفيت وتنتجه حاليا في منشآت موجودة في دمشق وحمص. . . نقول نحن بالرد علي هذه الادعاءات الكاذبة : لماذا لم تتحدث عنها الإدارة الأمريكية دون أن تكون كرد فعل لمواقف مسبقة تصدر عن النظام السوري بشأن قضايا خلافية (سياسية أو اقتصادية ) مع سوريا وأمام كل موقف تريد الإدارة الأمريكية أن تساوم سوريا وتمارس عليها ضغوطاً معينه لدفع النظام السوري لتعديل مواقفه تجاه تلك القضايا الخلافية و ترى الإدارة الأمريكية أن سوريا متشددة أمامها واهم هذه القضايا (الصراع العربي الإسرائيلي ). . وأيضا يظهر كل ادعاء كاذب في فترات زمنية مختلفة بادئ الأمر يرتفع وتيرة الاتهام وحيثياته وما تدعو إلية أمريكا ومن ثم يبرد وتيرة ولهجة الاتهام ومن وقت لآخر أمام مواقف وعلي مراحل وفترات زمنية فحسب الموقف الذي تريد الإدارة الأمريكية ممارسة الضغوط علي سوريا بسببه (ونرى تغير وتبدل الادعاء الواحد تلو الآخر(مابين الإثارة والإخماد ) فلا تثبت الإدارة الأمريكية على مبدأ واحد تجاه القضية الواحدة ). . وأيضا اتهام سوريا بأنها تتلقي المساعدات من الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا في جانب امتلاك سوريا الأسلحة الكيماوية والبيولوجية فلماذا انتظرت أمريكا لتوجيه هذه الاتهامات إلى ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وجمهورياته بينما كانت هذه الدول قد امتلكت الأسلحة الكيماوية والبيولوجية (أسلحة الدمار الشامل) قبل فترة اختلال التوازن الدولي وقامت علاقات عميقة بينها وبين سوريا وتطورت لتشمل كل جوانب الحياة والدولة السورية وحتى التعاون العسكري في تلك الفترة ولم تسمح لنفسها أمريكا توجيه هذا الاتهام ضد سوريا رغم وجود تعاون عسكري في تلك الفترة السابقة. . . وبعد اختلال التوازن الدولي حدث شبه انقطاع للتعاون العسكري (خلال العشرين السنة الأخيرة الماضية) بين سوريا وبعض هذه البلدان. . فجاءت أمريكا بعد ذلك تدعى ضد سوريا بامتلاكها لهذه الأسلحة. فلماذا عند انكشاف الأسرار العسكرية لدى العديد من الدول التي تمتلك أسلحة الدمار الشامل وتطورها في فترة الحرب الباردة. لم توجه أمريكا هذه الادعاءات الكاذبة وفي ذات الوقت الزمني كون النظام السوري في تلك الفترة كان في مسار اليسار مع تلك الدول. . وبالتحديد أطلقت هذه الاتهامات وبشكل تفرقي وعلي مراحل وحسب المواقف لممارسة الضغوط (السياسية والاقتصادية )علي سوريا العربية في العشرين السنة الماضية بعد اختلال التوازن الدولي. . . وأخيرا في هذا الجانب نقول إن الاقتصاد الوطني السوري لا يسمح لحكومة سوريا ويوفر لها الإمكانيات المالية لتسخرها لشراء ولتطوير أسلحة دمار شامل (كيماوية وبيولوجية ) كما انه لدي الاقتصاد السوري أولويات معيشية وحياتية للشعب السوري تتمثل في ترسيخ بنية تحتية وبنية استثمارية ومواجهة غلاء أسعار عالمية للغذاء ولشعبها فكيف ستترك هذا الجانب الهام والذي إن قصرت فيه قد يطاح بنظامها من الداخل وليس من الخارج فتذهب نحو استنزاف اقتصادها الوطني في شراء وتطوير أسلحة الدمار الشامل (الكيماوية والبيولوجية ). . .
ثانيا : فيما يخص الادعاء بأن سوريا اعتبرت المسلك الرئيسي لعبور الأسلحة إلى العراق قبل وأثناء وبعد الحرب واحتلال أمريكا للعراق وأيضا عبور المجاهدين العرب والمسلمين الذين قدموا من مختلف البلدان العربية والإسلامية إلي العراق للدفاع عن نظام صدام حسين سابقا. . وحاليا لدعم المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي للعراق وبالأسبوع الماضي يوم الأحد الموافق 26 أكتوبر 2008م قام الجيش الأمريكي الجوي في العراق باختراق أجواء الحدود السورية وتنفيذ الغارة الجوية قصفت خلالها منطقة (البوكمال ) في الأراضي السورية وخلفت ثمانية قتلى سوريين وتحت مبرر أن هذه المنطقة يستخدمها المسلحون منطلقا لشن هجمات داخل الأراضي العراقية وعلي الجيش الأمريكي. . ونقول نحن بالرد علي هذه الادعاءات الكاذبة يعرف كل رجل عاقل أن الأرض العربية مترابطة فيما بينها والتداخل الحدودي بين دوله عربية ودول عربية أخري محاد لها وبشريط حدودي طويل. . بل يصل في بعض الدول إلى أن تتداخل علي مستوى البشر بالمصاهرة والنسب بين ساكني الحدود في كلا الدولتين العربيتين المحاده لبعضها وليس فقط تداخلاً جغرافياً. وإذ انه يمتد الشريط الحدودي لمسافات طويلة جدا تصل إلي ألاف الكيلو مترات و يتخللها تضاريس (جبلية وسهلية وصحراوية ) بين الدول العربية وبعضها البعض. . . ولهذا تعجز الدول العربية كافة عن السيطرة والتحكم في شريطها الحدودي مع دولة عربية أخري. . . وإن أرادت ذلك فإنها تتكبد نفقات مالية باهظة لشراء وسائل وأدوات أمنية وستكون فوق طاقة اقتصادها الوطني. . وعليه فإن تسلل جماعات من المجاهدين العرب أو المسلمين أو تهريب سلاح لا يمكن لسوريا إحكامه بشكل قاطع (100%) لطول الشريط الحدودي بينها وبين العراق. . لأن اقتصادها الوطني لا يسمح لها بتوفير كافة الوسائل والأدوات والحراسات الأمنية على طول الشريط الحدودي (ليلا ونهاراً) وأمريكا تريد من سوريا أن تتكبد نفقات مالية تكون علي حساب احتياجات ومعيشة الشعب السوري وقد تنهك اقتصادها الوطني. . . كما أن المثل العربي يقول (صاحب الحاجة معني بالطلب) فأمريكا تريد تأمين الشريط الحدودي بين (سوريا والعراق) فعليها هي أن تتحمل النفقات والتكاليف المالية لذلك وتقدمها وتدفعها لسوريا. . أما أن تروج الإدارة الأمريكية أن سوريا تسمح بالتسلل فهذا كذب وباطل وما هو إلا مبرر لنوايا أمريكا السيئة ضد سوريا العربية. . .
ثالثا : فيما يخص الادعاء بأن سوريا تدعم الجناح المسلح لحزب الله في لبنان. . وإنها تتدخل في شئون لبنان الداخلية. . وبأن لسوريا ضلع في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري. . ونقول نحن بالرد علي هذه الادعاءات الكاذبة : دخلت سوريا إلي لبنان أثناء الحرب الأهلية في لبنان التي نشبت عام 1979م وبدعوة واستنجاد لبناني ودعم عربي وأوروبي في تلك الفترة. . فقد دخلت سوريا بقوات من جيشها لفك الحرب الأهلية وفصل التقاتل (اللبناني اللبناني) وبتدخلها حينذاك أنقذت سوريا ( لبنان وشعب لبنان) من الهاوية المميتة. . وكان كل اللبنانيين حينها فرحين بتدخل سوريا لإيقاف النزيف الداخلي والدمار (اللبناني اللبناني). . ولأن لبنان لم تكن تمتلك جيشاً وقوات مسلحة وأمنية تحفظ لها أمنها الداخلي في تلك الفترة استمرت قوات الجيش السوري في لبنان لأداء هذا الدور الأمني وحفظ أرواح الشعب اللبناني الشقيق ومنع عودة الحرب الأهلية ثانية. . . وعاشت لبنان وشعبها في استقرار امني. . وكان كل قيادتها السياسيين وأحزابها صفا إلي صفا مع القوات السورية وسوريا وقيامها بهذا الدور الأخوي والإنساني الذي اضطلعت به وبما فيهم من يقفون اليوم ضد سوريا ويشنون هجمة عدائية على سوريا ( فينكرون لسوريا موقفها الأخوي والإنساني ويتم ردهم المعروف بالإساءة لسوريا وعلى رأسهم (جميل جنبلاط ) و(سمير جعجع) وآخرون. . . بينما تناسى هؤلاء بأنهم كانوا بالماضي يسافرون إلى سوريا لطلب المساندة والدعم منها وكانوا دوما يشيدون بالنظام السوري). . . مع علم هؤلاء المرتزقة بأن الشعوب العربية ومعظم الشعب اللبناني يعرفون نوايا هم وقصد هجومهم اليوم علي سوريا بأنها العمالة والخيانة التي يقومون بها لصالح إسرائيل وأمريكا. . ويندفعون حاليا وراء وعود ومصالح شخصية و سياسية مرتبطة مع أمريكا وإسرائيل. . والأمر من هذا أن تقف بجوارهم نظم سياسية حاكمة لدول عربية تدعي وتسمي نفسها بأنها (دول الاعتدال ). . إذن ليس مصلحة لبنان وشعب لبنان كما يدعون وأنهم يؤدون أدوارا وبتعليمات أمريكية وإسرائيليه. . ويجارون و يروجون لما تدعيه أمريكا من ادعاءاتها واتهاماتها الكاذبة ضد سوريا. . و كما يقال في المثل اليمني ( فقد زاد الماء علي الدقيق ) لدى المرتزقة من أهل الخيانة لوطنهم وشعبهم. . أن حولوا المصلحة العامة والوطنية للبنان وشعبة ومع سوريا نحو تأويلات عدائية بأن حوروا إلامور علي أنها تدخل من سوريا في شئون لبنان الداخلية ليجدوا ذريعة مقنعة لشعبهم. . وعندما رأت سوريا هذه الادعاءات وأكاذيبهم الباطلة دحضتها فسحبت قوات جيشها من سوريا تدريجيا ابتداء من تموز عام 2003م أن قامت بسحب القوات السورية من منطقة (البترون ) و(عكار) في شمال لبنان وكذلك تم انسحاب حوالي 1000 جندي سوري من ضواحي بيروت في (خلده) وفي (عرمون) وتم الانسحاب الكامل لقوات الجيش السوري من لبنان في 2005م وبعد هذا الانسحاب لقوات الجيش السوري من لبنان رأت إسرائيل وأمريكا الفرصة سانحة لشن الحرب علي لبنان وشعبة في 2006م. وهذا حدث بعد حدوث الضعف للجيش اللبناني بانسحاب قوات الجيش السوري من لبنان كاملا في 2005م وتركت لبنان تعاني من أزمنة أمنية لسيادتها فاعتدى علي الشعب اللبناني الأعداء. . وهذا ينكرونه المرتزقة في لبنان ويحولون حقائق الأمور بالقول أن السبب هو (حزب الله). . . وفيما يخص اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري نقول لأن هذا الرجل رحمه الله تعالي كان يحمل رؤية سلام و بناء وتنمية للبنان وشعبة. . وأنجز الكثير في ذلك لمصلحة وطنه فقد كان يمثل تهديدا للمصلحة الإسرائيلية والأمريكية في لبنان مستقبلا ويمثل الحجر العثرة التي يمكن أن تتعثر بها الأهداف الإسرائيلية و الأمريكية في لبنان (وهذه اكبر دليل قاطع) بان إسرائيل وأمريكا هم أصحاب المصلحة من الخلاص من هذا الرجل رئيس وزراء لبنان السابق الشهيد( رفيق الحريري). . ومن المؤكد أنهم هم(إسرائيل وأمريكا ) من دبروا لاغتياله وبعد ذلك قاموا باتهام سوريا بقضية الاغتيال (ليقتلواعصفورين بحجر واحد ). . مع أن العودة لسيرة المرحوم رفيق الحريري السياسية تقول ما كان هناك خلاف ظاهر بين حزب الله وسوريا وبين رفيق الحريري أثناء رئاسته لحكومة لبنان وشعبة بل في تلك الفترة وجد السلام والتوافق للبنان وللشعب اللبناني. . . و عقل العاقل يقول سوريا وحزب الله ليسوا أصحاب مصلحة في الخلاص من رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري ومن اغتياله. . . .
رابعا : فيما يخص الادعاء بأن سوريا تدعم الإرهاب والإرهابيين. . . نقول أنه فرض علي سوريا تقبل انعكاسات نكبة الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم بأن فرض علي سوريا تقبل أعداد من اللاجئين الفلسطينيين للعيش في الأراضي السورية وقامت بدورها الأخوي الذي حفظ للفلسطينيين كرامتهم وأعراضهم بل قبلت الكثير منهم وبالنزوح إليها ابتداء من عام 1948م وحتى اليوم. . وهي تتكبد أعباء ذلك (الاقتصادية والسياسية والأمنية) ومن تلك الفترة و حتى اليوم. . وكان كل العالم يشيد بهذه الأخوة. . وحاليا تستغل أمريكا وإسرائيل وجود الفلسطينيين في أراضي سوريا ضد سوريا لاتهامها بأنها تقبل الفلسطينيين كما تزعم أمريكا وإسرائيل بان سوريا فتحت لهم مكاتب ليديروا منها عمليات إرهابية ضد المحتل الغاصب الإسرائيلي (سبحان الله قبل الحق باطلا لدى أمريكا وإسرائيل بان المطالبة باستعادة الأرض الفلسطينية لأصحابها الفلسطينيين وعودة اللاجئين (باطلا ). . وسموا إرهابيين لأنهم يطلبون بأرضهم والعودة إليها. . . .
نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني للكاتبShukri_alzoatree@yahoo. com