كروان عبد الهادي الشرجبي
التلفزيون ذلك الصندوق المدهش الذي أصبح شيئاً مهماً في كل بيت فلا يخلو منزللإ من التلفزيون وخصوصاً بعد انتشار الفضائيات المتعددة والمتنوعة التي عملت على جذب الصغار والكبار معاً عبر تلك القنوات الفضائية التي صارت مجالاً لاستعراض الجميلات والشابات والفنانات والكاسيات العاريات، وأصبح ليتفنن في اجتذاب المشاهدين عبر كل ما هو مثير!! ومن البديهي أيضاً أن يجتذب أكبر قدر من الرجال فنجدهم أمام الشاشة يتابعون باهتمام وشغف كل ما يعرض.
إن ذلك يترك أثره السيء لدى الزوجات لماذا؟ لأنها ترى زوجها أنظاره معلقة على الشاشة وإلى تلك الصور الخليعة وإلى تلك المناظر المثيرة.
والغريب في الموضوع أن بعض الزوجات إذا أردنا أن يقلدن ما يرون حتى يعملن على جذب ولفت أنظار أزواجهن إليهن لا يجدن الترحاب بل يسمعن كلاماً مثل "لماذا وكلام آخر لا يحبذ ذكره؟ لماذا؟ لا أعلم.
وهناك نساء يصبن بالإحباط لأنه تجد نفسها كبرت في السن وترك العمر آثاره في وجهها وتخاف أن يتعلق زوجها بالنمط التلفزيوني من النساء فلا يعود ينظر إليها نظرة الزوج المحب، وأنها لم تعد تلك الحبيبة ويكون خوفها أكثر عندما يقارن بينها وبين اللاتي يتمايلن يملأن الشاشة.
هذا على مستوى الأزواج والزوجات.
أما على مستوى الشباب فقد عملوا على جذبهم بما يسمى بالرسائل التلفزيونية فإننا دائماً ما نلاحظ أثناء مشاهدتنا للقنوات الفضائية ومنها قناتنا "السعيدة" نلاحظ مرور شريط يمر على مدار الساعة لا يحمل إلا رسائل يكون مضمونها طلبات الإهداء والعدد الأكبر منها يحتوي على كلام الغزل أو الثرثرة ولا يسلم الأمر من تبادل الشتائم.
إن مسألة ربط الرسالة الإعلامية بالعائد المادي الذي يمكن تحقيقه من ورائها يعتبر قضية خطيرة تمس جوهر الإعلام.
على العموم أن التقنية ممتازة إذا ما أحسنا استخدامها وتوظيفها فيما يفيد ولا بد من وضع رقابة لأنه بغياب الرقابة تصبح هذه التقنية سلاحاً مدمراً للعائلات والشباب أيضاً.